أهداف النهضة الحسينية

 

لربما هناك العديد من الرؤى والتساؤلات التي تطرح فيما يخص النهضة الحسينية ،وهل انها حققت الاهداف والنتائج المرجوة في إحياء الدين وتثبيت دعائمه؟ واذا حققت هذه الاهداف فلماذا نجد اليوم العديد من الشعوب وخاصة الاسلامية منها تعيش حالات البؤوس والفقر والتدهور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ،ونرى اعداء الاسلام يتحكمون برقاب المسلمين وينهبون خيراتهم وثرواتهم؟
ان من اهم اهداف النهضة الحسينية هو إعادة الحياة الى الدين الاسلامي بعدما تعرض الى خطر الاندراس من قبل الحكام الظالمين وخططهم الشيطانية ،فقد قام الامام الحسين (عليه السلام)بارواء شجرة الدين بدمائه الطاهرة وازاح الستار عن فضائح آل أمية ،وحطم الاطار الديني المزيف الذي كان الامويون وأعوانهم يحيطون به سلطانهم ،لذا كانت نهضته (عليه السلام)الخط الفاصل بين الاسلام والحكم الاموي،فقد كشف عن زيف هذا الحكم الظالم وأجتث شجرتهم الخبيثة ،وبهذا فقد قدم (عليه السلام) أعظم خدمة للبشرية جمعاء ،فمن جهة انه رسم واصحابه اروع صور الاخلاق النبيلة والسامية التي قدموها بدمائهم وحياتهم،وذلك من خلال تصحيح سلوك الناس واخلاقهم بعد ان تلونت في ظل النظام الاموي بطابع العنف والاستبداد البعيد عن روح الاسلام ،فأعاد الامام الحسين (عليه السلام)بنهضته مكارم الاخلاق ،تكملة للطريق الذي تبناه جده الكريم (صلى الله عليه واله)ودعا الناس للتخلق بها على مر الزمن .
ومن جهة ثانية اعطى درسا للأمة ،كيف تثور وتقف ضد الظالمين والطغاة ،فكانت ثورته السبب في انبعاث الروح النضالية في الامة بعد فترة من الجمود والتسليم ،فهي الثورة الاولى التي دفعت الحماس والنضال في روح الامة للدفاع عن مقدساتها الاسلامية بعد ان كادت ان تفقد ارادة النضال.
ان النهضة الحسينية كانت ومازالت نبراسا لسائر النهضات التحررية في العالم ،فمهدت الطريق امام الثورات الاخرى .

واما ماتمر به الامة الاسلامية بصورة خاصة ،فما ذلك الا لابتعاد المسلمين أنفسهم عن التعاليم والاحكام والقوانين الاسلامية العادلة التي دعا اليها الامام الحسين (عليه السلام) واهل بيته ، وعدم تطبيقهم لها بالصورة الصحيحة ،كالمريض الذي يصف له الطبيب الدواء الشافي لعلته ،الا انه لا يأخذ العلاج الذي وصفه له الطبيب ،فالسبب فيه هو، وليس في الطبيب الحاذق الذي شخص المرض بدقه واعطاه الدواء المناسب لعلته .
الامام الحسين (عليه السلام) دل الاجيال ورسم لهم خارطة الطريق القويم التي توصلهم الى السعادة في الدارين ،فلو التزموا هذا الطريق والمنهج لم تحدث كل هذه الازمات ، لذا على كل فرد منا وعلى قدر استطاعته ان يعمل على إيصال رسالة الاسلام الى كل العالم ،وان يوضح اهداف هذه الرسالة ، وينهج السلوك والطريق الذي انتهجه الرسول الكريم ومن بعده اهل بيته عليهم السلام ،وخاصة الامام الحسين (عليه السلام) من اجل ان نصل الى السعادة والعزة التي ارادها الله تعالى لنا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات