(💥)البصيرة وفاجعة_ كربلاء

قال تعالى: ” قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني” [ سورة يوسف ١٠٨].

لقد وصف النبي محمد (صلوات الله عليه وآله ) نفسه وأتباعه بأنهم على بصيرة.
ترى ما هي البصيرة؟

البصيرة بالمعنى اللغوي: عقيدة القلب.
وهي الدلالة التي يستبصر بها الشيء على ماهو به، وهي نور القلب ،فهذا النور هبة يودعها الله في القلب الذي يستشعر تقواه،وتؤمن حق الايمان برسوله والرسالة المحمدية.

وهذه الهبة تنير القلوب ،فتشرق وترى الحقيقة، من وراء الحجب والحواجز،
وهذا يعني أن هناك فرق بين البصر والبصيرة.

فالبصر، يريك ظاهر الاشياء
والبصيرة، تريك حقائق الأشياء، وبالتالي فالمؤمن يملك البصيرة؛ أما الإنسان ،فيملك البصر.

اذاً نطلق البصيرة على نور القلب،و نطلق البصر على نور العين. وعليه فالبصيرة نور يقذفه الله في قلب المؤمن من أجل أن يهتدي به إلى حقائق الاشياء وبواطنها،حيث يرى أهل البصيرة طريقهم بوضوح تام ،بلا اي لبس أو اشكال، وهم على ثقه ببطلان ادعاء عدوهم، ولايتخلون عن معتقدهم ،وجهادهم، وسيوفهم ،وكما قال الامام علي عليه السلام:
” حملوا بصائرهم على اسيافهم” [نهج البلاغه].
وأمثال هؤلاء الرجال ،هم أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين قاتلوا في معركة الطف واستخدموا بصيرتهم، وبذلوا أرواحهم فداءً للحسين ودفاعاً عن القران الكريم.

وهذا مايتضح جليا من خلال كلماتهم، واقوالهم ، فقد كانوا يعتبرون الإمام الحسين (عليه السلام) إماما واجب النصرة.
وأحاديث الحسين ،والإمام السجاد،وابي الفضل ،وعلي الأكبر،
وسائر شباب بني هاشم ،وأنصار الإمام الحسين تدل على عمق بصيرتهم.
فلقد جاء في زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام): ” وإنّك مضيت على بصيرةمن أمرك مقتديا بالصالحين “.

ففاجعة كربلاء تعلمنا أننا إذا فقدنا الإرادة والبصيرة ،فسوف نُستخدم كأدوات، وسيوف في أيدي الأعداء على أولياء الله.

بقلم🖋 :: نادية الوائلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات