خادم على سحابة من نور ينثر اللؤلؤ المكنون
✍️ :: فاطمة الموسوي
في طريق العشق الحسيني ستجد قناديل تنير لك الحياة وهم من يتمثلون بفضلاء الحوزة العلمية والمبلغات
تارة تجدهم في صفوف الخدم يخدمون وتارة أخرى تجدهم يجيبون على استفساراتكم
تارة يشجعونك على طاعة الله وتارة أخرى يدعون لك بالتوفيق …
هذا كله جهد لرسم لوحة رغم ما يواجهونه من مشاكل وصعوبات عدة منها حرارة الجو التي لم تعيقهم من إنجاح المشروع التبليغي ،
إلا أن يقيننا بأن قناديلنا قد يمسها الضعف أحياناً من شراسة الهجمات عليها إلا أن ضياؤها سرعان ما يتوهج من جديد لتنادي ملئ حناجرها
أنا حسيني بقيامي وجلوسي
أنا حسيني بالفكر والمنهج … بالايمان والتصديق
تراهم يدعون الباري ان يرزقهم الخدمة في العام القادم اذ أنهم يتأملون ويستشعرون ألطاف مولاهم الحجة “عج” تحيط بهم
وينهون رحلة التبليغ هذه على أمل ان يرزقواْ مثلها أو خيراً منها في العام القادم
تراهم يمتازون بسعة الصدر ورحابة الكلام
يسمعون هموم الزائرين ومشاكلهم ليداوو جراحاتهم
إن الطبيب قد عرف بمداواته لاجساد الناس
والمرشد الحوزوي عرف بمداواته لارواحهم
اذ انه ينثر الماء فوق أرض القلب فيزهر بما استلهموه من علوم آل محمد “ص”
————————–
ونحن لم نختار السير في هذا الطريق المبارك الذي انعم الله علينا به ووفقنا لخدمة وليه فيه إلا لنسمع أصوات الانفاس العاشقة ونشاهد مصابيح النور بوجوه ملؤها البشر وقلوب تعتصر بحزها لفقيدها بتلك الاجساد التي بذلت ما عندها من قوة وجهد في سبيل شعلة استشعرواْ دفئها وجهلواْ أصلها
تلك الاجساد المنهكة والوجوه النيرة ماهي إلا بوصلة كاشفة عن الطريق تخدم وكأنها ترسم لنا خارطة الوصول للقلب السليم
ومما قد يلفت انتباه كل من يسير نحو هذا الطريق رؤيتنا لطيور بيضاء تحلق لمواكب الاباء تارة وتارة أخرى نرى غمامات سوداء تخيم فوق كنز منير مخافة ان يطلع عليه المارة
أخذتني الدهشة نحو تلك الطيور التي تدخل مواكب الاباء لأراها تحوم حول أشخاص يرتدون عمامة يسطع منها النور لأرى ممثلي الحوزة وجموع الناس تشاورهم في امورهم وسرعان ما سرقت قلبي انوار ما تخفيه تلك الغمامات السوداء فزاد فضولي للتقرب منها و استكشافها لأجدها لؤلؤة قد اجتمعت حولها النساء وكأنها تحمل لافتة قد كتب عليها خذي الؤلؤ مجاناً لتنيري عالمكِ
اذ انكِ اذا حاولتي الاقتراب منها وسؤالها عن أمر ستشعرين بعدها بنور في كيانكِ يدعوكِ لسعادة تملئ قلبكِ نوراً وتقرباً لله .