الخط الحسيني المهدوي

بقلم : فاطمة عبدالواحد كاظم

كل الثورات العالمية التي قامت كانت لها اهداف مختلفة منها دنيوية واغراض ومصالح شخصية واهواء نفسية او لغرض سلطة او زعامة او اخرى تدعي محاربة الظلم والفساد ولكن نجد اكثرها قد تلاشت ولم يذكر لها ذاكر ولم تعكس بشئ ملموس على مجتمعاتها لأنها لم يكن لها مبدأ وهدف عام يضمن حقوق البشرية كافة ولم يكن لها اساس رصين وقوي وهو الايمان بالمبادئ والقيم الإنسانية وكذلك الاخلاص في العمل وصدق النية للتخلص من الظلم والفساد لذا لم نجد لها خلود وبقاء وحتى لو ذكرت تذكر بالفشل والخذلان حتى لو كان النصر حليفها لانها لم تأتي بالنتيجة والغاية المطلوبة وهي الإصلاح والقضاء على الفساد لكن نجد على العكس من ذلك فمثلاً نهضة الامام الحسين عليه السلام والتي سجلت اروع البطولات والفداء والتضحية والنبل من الامام الحسين عليه السلام واهل بيته الاطهار واصحابه المنتجبين وبذلك سجلت الانتصار المعنوي انتصار الدم على السيف ونجد انعكاساتها واضحة على واقع المجتمعات المومنة بقضية الامام الحسين عليه السلام ونهضته ضد الظلم والفساد وضد الطاغية يزيد ورفضه عليه السلام مبايعته لانه لايرضى بالذل والهوان وهذا الانعكاس ولد في المجتمع الثورة والهيجان في حالة وقوع الظلم عليها يجسدون بذلك  قول الإمام الحسين عليه السلام شعارا لهم وهو (هيهات منا الذلة)وتطبيقه على الواقع وهذا بحد ذاته انتصار للنهضة الحسينية ولكل الاحرار وأيضاً نجاح للهدف المرجو وهو الإصلاح وهذا مااكد عليه الامام الحسين عليه السلام بقوله (ان أريد إلا الإصلاح في امة جدي)
وهذا ماقام به الائمة الاطهار عليهم السلام إماما بعد امام الى الامام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ليكمل الدور الإصلاحي وتحقيق الاهداف السامية والتي ضحى من اجلها الامام الحسين عليه السلام فهو سلام الله عليه امتداد لهذا الخط المبارك للسعي الى تحقيقها عالمياً بأظهار الحق ونشر العدل والقضاء على الظلم والفساد يقول الامام الرضا عليه السلام عندما انشده الشاعر دعبل والتي اولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهى في القول
خروج امام لامحالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل
ويجزي على النعماء والنقمات

حينها بكى الامام الرضا عليه السلام بكاءا شديدا ثم رفع راسه الشريف الى الشاعر دعبل فقال له: ياخزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ فقال: لا يامولاي الا اني سمعت بخروج امام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا

اذن ف(حركة الامام المهدي عليه السلام ليست على خلاف القاعدة بل هي الامتداد الطبيعي للحركة الاصلاحية التي قادها الانبياء ومارسها رسول الله صلى الله عليه واله ومارسها علي عليه السلام ومارسها الحسين عليه السلام) ١

١ـ الحركة الاصلاحية من الحسين عليه السلام الى المهدي عليه السلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات