الامام الكاظم (ع)والعقيدة المهدوية

 

من المسؤوليات العظيمة والمهمة الملقاة على عاتق الائمة عليهم السلام هي بيان وتوضيح العقيدة المهدوية والوقوف بقوة وحزم ضد كل من يحاول ان يحرف هذه العقيدة الاصيلة او يريد أن يتقمص شخصيتها المقدسة …
وقد إستفحلت ظاهرة الادعاءات المهدوية المزيفة في عصر الامام الكاظم عليه السلام ؛لذا فقد تصدى لهذه الدعاوي بقوة وحزم رغم ماكان يعانيه من ضغوطات وآلام وعنف من طواغيت عصره،ولم يثنه شيئا عن اداء دوره الرسالي حتى وهو داخل السجون وبين القضبان .
والمتتبع لسيرة الامام الكاظم (عليه السلام) يرى إنه عمل على تأصيل العقيدة المهدوية بشكل مدروس ودقيق ،فقد بين وأكد انهاحلقة متصلة بالسلسلة النبوية المباركة ولايمكن ان تنفصل عنها ابدا ،فجاء تصريحه الشريف كما يرويه الشيخ المفيد :(اذا توالت ثلاثة أسماء :محمد وعلي والحسن ،فالرابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم)*١
كما ركز سلام الله عليه على التعريف بشخص الامام المهدي وذلك من خلال إثبات نسبه وأنتمائه الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبر سلسلة تبدأ بالنبي الفاتح وتنتهي بالوصي الخاتم (بنا فتح الله جل وعز وبنا يختم الله)*٢،جاء بكتابه الى عبد الله بن جندب :(اذا سجدت فقل :اللهم إني اشهدك ،وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك بأنك انت الله ربي ،والاسلام ديني ،ومحمد نبيي ……والخلف الصالح صلواتك عليهم أئمتي ،بهم أتولى ،ومن عدوهم اتبرء)*٣.
وقد واجه الامام الكاظم عليه السلام العديد من الفرق والتيارات المنحرفة التي ادعت المهدوية ،من هذه الفرق هي :الناووسية والتي تبنت مهدوية الامام الصادق (عليه السلام)وقالت بأنه حي ولم يموت حتى يظهر وهو القائم المهدي …والاسماعيلية التي ادعت إمامة إسماعيل ابن الامام الصادق (عليه السلام)في حياة ابيه ،والواقفة التي وقفت على إمامة الامام موسى بن جعفر الكاظم ،كما انها ادعت غيبته وأنه حي لم يمت وهو القائم المهدي …
فقد تصدى (عليه السلام)لهذه التيارات وبين زيفها وبطلانها بعدة اساليب ،منها الأخبار عن وفاته زمانا ومكانا ،والنص على ولده الامام علي الرضا (عليه السلام) ،ونفيه المباشر من أن يكون هو المهدي ،وذلك من خلال تصريحه :(أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الارض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي ،له غيبة يطول أمرها خوفا على نفسه ،يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون…)*٤.
وأهم النقاط التي ركز عليها الامام موسى الكاظم (عليه السلام)هو الجانب الروحي والارتباط القلبي بالعقيدة المهدوية ،وذلك من خلال الدعاء له بالحفظ والفرج ،وكان ذلك جليا في أدعيته سلام الله عليه :…(أسالك بأسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي لايخيب من سألك به أن تصلي على محمد وآله وأن تعجل فرج المنتقم لك من أعدائك وأنجز له ماوعدته يا ذا الجلال والاكرام ،اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك…)*٥
…………. ………. …………………………………………
١-رسائل في الغيبة ١٣:٢
٢-تحف العقول:١١٥
٣-مصباح المتهجد:٢٣٨
٤-كمال الدين :٣٦١
٥-مصباح المتهجد:٧٣

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات