من أسرار السعادة 

 

للباحثين عن السعادة، سأضع بين أيديكم أحد أهم أسرارها، لا تتفاجئوا في سهولة تحصيل السعادة، فالأغلب كان يتصوّر أنّ السعادة ضربٌ من ضروب الخيال، بل هو الخيال بعينه، ولكنّه تصوّرٌ خاطيء، لأنّه لا يستند الى دليل.
افسحوا ليَ المجال لأشرح لكم الأمر،
بدايةً سأقول:
هل تعلمون أن الإنفاقَ في سبيل الله (عز وجل) من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله)؟
حتى أنّه ذُكِر في القرآن الكريم أكثر من ثمانين مرةً.
والمتتّبع لسيرةِ أهل البيت (عليهم السلام) سيجد أن أبرز صفةٍ في حياتهم، رجالًا ونساءً هو الإنفاق،
فمثلاً السيدة الزهراء (عليها السلام) فقد رُوى عنها أنها قالت:
“حُبِّبَ إلي من دنياكم ثلاثة: الإنفاق في سبيل الله، والنظر لوجه رسوله، والصلاة”.
لعلكم ستقولون:
ما دخل الإنفاق بالسعادة ؟!
مهلاً ؛ سأجيب عن كلِّ ما يدور في خلدكم، وسأخص النساء بالذات، لأنها من أبرز الباحثين، وإلّا فالسعادة مطلب للرجال والنساء على حدٍّ سواء.
عزيزتي:
لو تعلمين ما في الإنفاق، وما علاقته بالسعادة، فسينقطع أي سؤال؛
يقينًا إنّكِ تُحبين الزهراء (عليها السلام)، وتحرصين على أنْ تتخلقي بأخلاقها، فأنفقي في سبيل الله (سبحانه وتعالى)، على الفقراء والمحتاجين، فلو قللّتِ من الإنفاق على الاكسسوارات، والكماليات غير الضرورية في حياتكِ، وادخرتيّها للفقراء، لوجدتِ سعادة لا مثيل لها .
فعلى سبيل المثال؛
لو خصصّتِ كلَّ يومٍ ألف دينارٍ، فستجدين أنّ لديكِ ثلاثون ألفًا في نهاية الشهر، تستطيعين أنْ تشتري بها سلةً غذائيةً، تكفي عائلة من سبعةِ نفرات لمدة أسبوع أو أكثر، وسوف تدفعين بذلك الإنفاق عن عائلتك بلاءً وإن أبرِمَ إبرامًا، كما روي ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام).
فقد تشترين بهذا المال ثوبًا لا تلبسينه، إلا مرة واحدة لمناسبةٍ دنيوية، ولكنَّ إطعام عائلةٍ بهذا المبلغ سيرزقك الله (سبحانه وتعالى) به ثياب السندس والاستبرق، في جنات الخلد.
فالدافع لهذا الإنفاق، هو محبتك لزوجك وأطفالك، فأكيد أنكِ تُحبين أنْ تعيشي حياةً مستقرةً وسعيدةً، والإنفاق أحد الأمور الذي يُحقق كلَّ ذلك وأكثر.
بدليل قوله (عز وجل ): “فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى”.
فكلُّ حياتكِ ستكون سهلةً وسيبتعد عنكِ الخوف والحزن، والمشاكل، وسيعمُّ الأمن والحب، والمال والاستقرار، لقوله (تعالى): “الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون”
ولا تترددي في الإنفاق؛ لقلة ما يمكنكِ إنفاقه، فالصدقة القليلة أفضل من لا شيء.
ومهما كان مقدار الصدقة، إحرصي دومًا على إنفاقها خالصةً لوجه الله (تعالى)، وليكن لكِ بخير الخلق أسوة، إذ ذكرهم القرآن الكريم: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا”.
واخيراً وليس آخراً …
الإنفاق هو أحد مصاديق سرُّ السعادة، فليس هناك سعادة افضل من حياة آمنة، وهذا ممكن أن يتحقق بالإنفاق، فلماذا نبخل؟!
فالسعادة أمر يسير، فقط علينا أن نفهم ذلك السر
لندخلها الى بيوتنا، التي عشعش بها الخراب، لابتعادنا عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام )
فمعاً لحياةٍ سعيدة.

بقلم: أم محمد السوداني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات