♦️وأشرقت الأرض بنور محمد (صلوات الله عليه وآله)

 

 

من أرض الجزيرة العربية، مكة بالتحديد، ومن واقع مجتمعي لا يعرف عن النور شيئاً، سوى ماضٍ لأنبياء سابقين، قد أكل الدهر على حقبهم التاريخية وشرب فلم يبقَ إلا الأثر ، ذلك الأثر الذي كان مصداقه عبد المطلب، والذي حاول أن يغير من واقع ذلك المجتمع المرير، لكن الظلم كان يقف حائلا دون التغيير، ولد النبي محمد (صلوات الله عليه وآله)، فأشرقت أرض مكة والجزيرة بنوره (صلوات الله عليه وآله).
ومن وسط ظلامٍ الجهل الذي ينهش بجسد ذلك المجتمع، فيئدُ البنات وهنَّ على قيد الحياة دون أدنى رحمة، ومن غير ذنب اقترفنه سوى أنّهنَ بنات، فالجهل قد قيد عقولهم بسلاسل وما عادوا يفسحون له مجال التفكير ، فما تحكم به الطغاة هو الذي يسود، وحيث إنهن بنات فقانون الطغاة قد حكم بأن الأنثى عار، ولابد أن يدفن ذلك العار.
من هكذا ظلامٍ أشرق النور النبوي لتتنفس المرأة الصعداء ،فأمل انقاذهن من مقابر الموت بات وشيكاً.
ومن خلف قضبان العبودية المقيتة، يقبع مئات البشر من ذوي البشرة السمراء الداكنة خلف تلك القضبان، لا ذنب لهم سوى لون البشرة التي لم يتدخلوا في اختيارها، لكن الحاكم هو الظلم فلا مجال لأخذ الحرية مادام لا يمكن تبديل لون بشرتهم، فقد كتب طواغيت ذلك العصر عليهم العبودية والذل والهوان ، وما أن لاح النور النبوي حتى تجدد أمل الخروج من عبودية الطغاة ليروا نور حرية الإنسانية التي لا تميز بين اسودٍ وابيض.
ومن وسط رماد الحروب القبلية التي تأكل نارها الأخضر واليابس بسبب التعجرف الذي يملكه البعض، فلا يبقَى سوى الرماد، أشرق النور النبوي ليطفئ أوار تلك النيران، فتبسمت الأسر لذلك النور التي رأت به سلامها وامانها.
وفي ظل عبودية الحجر، وسلطة المتحكمين برقاب الناس بجبروتهم الذي وصل حد اللامعقول حتى تم حذف الرحمة والرأفة والمغفرة من قاموس هؤلاء الطغاة ، بزغ نور النبوة ليعلن عن بوادر قرب انتهاء ذلك العصر الجاهلي وبداية عصر جديد سيحمل معه نور إعادة الحقوق والحرية والسلام والأمان.
كلُّ ذلك كان مع ولادة نبي الرحمة محمد (صلوات الله عليه وآله).
هكذا أشرقت الأرض بنور محمد (صلى الله عليه وآله)، فكيف لا يبتهج الوجود بنور ولادته.
وكما أشرقت ارض الجزيرة بنور محمد (صلى الله عليه وآله)،حتماً ستشرق أرض الإسلام بنور الحجة (عجل الله فرجه الشريف) عن قريب إن شاء الله.
فلنقتبس من نور النبي (صلى الله عليه وآله) ما يزرع فينا الأمل لنور الحجة عجل الله فرجه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات