الشخصية النادرة (هو عليّ)

صوائح في الارض ضجّت
وصيحة في السماء رجّت
تتبعها تهدمت والله اركان الهدى
وماأكثر الصوائح بعدك ياعليّ
فالعدل سيموت
والانسانية ستُقتل
والحرية سوف تحبس
ولو ناح عليك الصخر والقمر وأنواع الخلائق من انسها وجنها وليلها ونهارها كان قليلاً ضئيلاً مولاي مَنْ للأيتام
والثكالى والمستضعفين بعدك صلى الله عليك يأمير المؤمنين
قال النبي الاعظم صلَّى اللهُ عليهِ وآله : (يا
عليّ مَن قَتَلكَ فقد قتَلَني . ومَن أبغَضَكَ
فقد أبغَضني . و مَن سَبَّكَ فقد سبَّني .
لأنَّكَ منّي كنفسي . رُوحكَ من رُوحي .
وطِينتُكَ مِن طِينتي .
إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى خَلَقني وإيَّاكَ
واصطفاني وإياكَ . واختارني للنُّبوةِ
واختاركَ للإمامة . فمن أنْكَر إمامتكَ فقد
أنكَرَ نُبوَّتي .
يا علي أنتَ وصيّي وأبو وُلدي . وزَوجُ ابنتي
وخَليفتي على أمَّتي في حياتي وبعد موتي . أمرُكَ أمْري . ونهْيُكَ نهيي )…..(١)
عشرون عاماً يدافع عن حقوق خلق الله
وحقهُ مغتصب وأشارت لذلك السيدة الزهراء ع في خطتها الصغرى :
( ألا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبا وإن تعجب فعجب قولهم، ليت شعري إلى أي سناد استندوا وعلى أي عماد اعتمدوا، وبأية عروة تمسكوا. وعلى أيه ذرية أقدموا واحتنكوا لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلا..) (٢)
لو بحثنا من اعماق التاريخ الى يومنا هذا عن إنسان يدافع عن حقوق الإنسان بحق وصدق لم نجدها كما قدمها امير المؤمنين بنطاقها الواسع حتى للعاصي والمجرم بحق نفسه وغيره وهذا اللعين قاتله يوصي به امير المؤمنين اسقوا أسيركم .
لو اطلعنا على كل الكتب ،والوثائق والآئحات ،الإعلانات ،القوانين الداعية الى حقوق الإنسان لوجدناها قد دعا اليها وأسسها امير المؤمنين (عليه السلام) لأنهُ وسع من نطاق هذا المفهوم الى حد لايستوعب البشر تحمله حتى كفكرة فضلاً عن التطبيق
تأمَّل ما يقوله أمير المؤمنين(عليه السلام): “جعل الله سبحانه حقوق عباده مُقدِّمة لحقوقه”
لذا كان أفضل ما يقوم به الإنسان هو أن يُوصل الحقوق إلى أهلها، يقول أمير المؤمنين(عليه السلام): “أفضل الجود إيصال الحقوق إلى أهلها”
ومنها بشكل عام يشمل حتى حقوق البقاع والدواب
ومنها
حقوق الناس بعضهم على بعض – الإمام علي (عليه السلام): ثم جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض الناس على بعض، فجعلها تتكافأ في وجوهها، ويوجب بعضها بعضا، ولا يستوجب بعضها إلا ببعض.
من خطبة له (عليه السلام) في أول خلافته -:
وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب. تقديم حق الناس – (٣)الإمام علي (عليه السلام): جعل الله سبحانه حقوق عباده مقدمة لحقوقه، فمن قام بحقوق عباد الله كان ذلك مؤديا إلى القيام بحقوق الله.

اللهم ثبتنا على ولاية امير المؤمنين ومولى الموحدين والاعتصام بحبله به صلوات الله وسلامه عليه.

بقلم المبلغة :: ماجدة الكعبي

الآمدي، غرر الحكم: 3/370.
( البحار، المجلسي، ج ٤٣، ص١٦٠)
نهج البلاغة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات