#اربع رسائل من ناصرة دين الله (السيدة خديجة عليها الصلاة والسلام)

 

الرسالة الاولى/ (الحفاظ على الثلة الصالحة )
حافضت خديجة على المسلمين القلة في وقت الأزمة
والشدة والقساوة ،كما انها أبرزت الجانب الإنساني لمجتمع الجاهلية كانت نِعمَ المجاهدة الصابرة
في مراحل الشدّة والمشقة والحصار الاقتصادي في شعب أبي طالب، كان لأموال السيّدة خديجة عليها السلام الدور الكبير والحاسم في التخفيف من آثار الحصار الجائر الذي فرض على آل أبي طالب، فكانت هذه السيدة الجليلة تشيع الأمل والطمأنينة في قلوب المسلمين وترفع الحزن والشقاء عن كاهلهم. وعلى الرغم من أنّ الله تعالى كان سنداً وظهيراً لنبيه الكريم ولم يقطع عنه حبل كرمه ولطفه طيلة تلك الفترة العصيبة، إلاّ أنّ وجه السيّدة خديجة عليها السلام المضيء والمشرق، ونظراتها المتفائلة كانت تجعله أكثر إصراراً وعزماً على مواجهة الصعاب والاستعداد لأيّام أصعب وأقسى.
نعم تقبلت بكل سلام واطمئنان لان غايتها وهدفها هو ارقى وأعظم من كل غنى ؛
كانت أغنى أغنياء العرب
لكن المادة لم تتحكم بها بل هي تحكمت بالمال وهذا درس نستفاد منهُ جميعاً نساءاً ورجال.
أنفقت ماتملك للمسلمين بروح صابرة قوية
لان القيم السامية عندها افضل واكمل من المال والجاه الزائل والدنيا الفانية .
الرسالة الثانية (على طالب الحق ان يستقيم )
فالسيدة استقامت واقامت القيم الأصيلة في موقفها مع الرسول (وآلـﷺـه)

والاستقامة” هي ملازمة الطريق المستقيم والثبات على الطريق الصحيح وبتعبير آخر الابتعاد عن كل زيغ وانحراف والثبات على ما شهد الانسان به من دين الحق بمعنى التصديق قولا وعملا فإن الدين إقرار باللسان وعمل بالأركان
فلاشك إنها أول امرأة دعمت وساندت المشروع الإلهي، فهي المُصدِّقة بكمالِ وتمامِ الصدق والإخلاص لله ولرسوله (وآلـﷺـه) بشهادة رسول الله: “وصدقتني إذ كذبني الناس”. وهي الداعمة لدين الله بمالها وبمكانتها الاجتماعية، والمساندة والمؤيدة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ومشروع الرسالة الخاتمة للأديان الإلهية، روي عنه (صلى الله عليه وآله): “ما نفعني مالٌ قط مثل ما نفعني مال خديجة”

الرسالة الثالثة (التضحية بالغالي والنفيس لأجل المبدأ)
التضحية بكل مالديها من شإن ومنزلة ومكانة لإرساء قواعد المشروع الالهي مع زوجها وهذا درس لكل رسالي يسير على المنهج ان يضحي فهذا سبيل مملوء بالعطاء والتضحية ولولاهما لم يثبت لقد أعطت هذه السيدة الصورة المشرفة والنموذج المضحي بالعطاء والبذل في سبيل المشروع إصلاح وهداية البشرية فإنتقلت من حياة الترف والدلال
الى التعب والمشقة والحصار والمجاهدة من العبودية والجاهلية والوثنية
الى الحرية والشرف والسيادة الحقيقة مع اشرف الخلق وسيد الأولين والآخرين محمد صل الله عليه واله وسلم والى السعادة الأبدية ورضوان من الله،
تلك السيدة التي تُعرف بسيدة قريش خدمت النبي بما لها من المكانة والشأن والمنزلة وتشرفت به نسباً
ونصيباً ورفعة في الدنيا والآخرة وهذا من الدروس المهمة لكل النساء وكانت المضحية الصابرة حيث وضعت يدها بيده في المحنة، وخرجت حبيسةً معه(وآلـﷺـه) بين جبلين، تفترش الحصباء وتلتحف السماء، وتكابد الجوع والفقر، وهي الثرية المقتدرة! ممتثلة الأمر الإلهي في قوله (تعالى): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
، وأول امرأة بلغ إيمانها الكمال بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مالُ خديجة وسيف علي بن أبي طالب (عليهما السلام)”
فأن اتباعها وطاعتها وتسليمها للنبي يؤكد يقينها وحسن ظنها بالله وهو سبب الثبات وهذا درس لكل إنسان رسالي عليه ان يقدم الطاعة والتسليم لله ولخاصة أولياءهِ ليحصل على الثبات .

الرسالة الرابعة ؛الصبر (لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه)
فهي العابدة الأولى مع سيد الأنبياء وسيد الأوصياء (عليهما وآلهما صلوات الله وسلامه)، فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام): “ما كان يصلي مع رسول الله (وآلـﷺـه)غيري وغير خديجة”
ولعظيم ما قدّمته من دعمٍ وإسنادٍ لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، فضلًا عن إيمانها الراسخ وسبقها في العبادة فقد استحقت أنْ تكون ثاني سيدة للنساء، فقد جاء في حديثٍ له (صلى الله عليه وآله) مع بضعته فاطمة (عليها أفضل الصلاة والسلام): ” …ثُمَّ اطَّلع الثَّالثة فاختاركِ وأمّكِ فجعلكُما سيّدتيّ نساء العالمين”، فالسلام على أم المؤمنين وزوجة رسول رب العالمين، وأم فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام على أوّل‏ نساء هذه‏ الأمّة إسلامًا، جعلنا وإيّاكم من الثابتين على العقيدة والمُضحين لأجل إعلاء كلمة الله في كلِّ مكانٍ وزمان، والحمد لله ربِ العالمين.

بقلم :: أم مصطفى الكعبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات