هي قدوتي

 

ركضت بقدميها الصغيرتين واجتازت الازقة الضيقة كان قلبها يخفق بشدة وشفتاها ترتعدان وهي تردد يا أبه ….فدتك ابنتك يا قرة عيني، ابتي العزيز
ماذا سأقول لأمي خديجة
كانت تعدو وتتعثر باذيال جلبابها، كم مرة همت بالسقوط لكنها كانت غير مبالية بنفسها حتى وصلت الى باحة الحرم المكي المطهر ، حيث اجتمع نفر من مشركي قريش وقد مال بعضهم على البعض الاخر من شدة الضحك، فأسرعت نحو ابيها وهو ساجد صامد في عبادته وقد وضعوا على كتفيه سلا جزور.
اغرورقت عيناها بالدموع وهالها منظر ابيها المستضعف بين جهال،
سارعت الى رفع القاذورات عن كتف ابيها وظهره
-ابتي، يا حبيب الله مالذي فعله بك هؤلاء الكفار .
كانت الكلمات تتكسر بين ثنايا عبراتها،
وهي تعين اباها من جهة وتوبخ القوم اشد توبيخ من جهة اخرى، لجرأتهم على الله وعلى رسوله، كيف لا وقد استحبوا الضلال على الهدى والكفر على الايمان، فآثروا طاعة النفس والشيطان على عبادة الرحمن، و جحدوا نبوة نبيهم وقد استيقنتها قلوبهم.
جويرية ، كما يروي بن مسعود في صحيح مسلم لم تتجاوز السادسة من العمر اقبلت تطأ اذيالها و وقفت بصلابة تحامي عن سيد البشر، رسول اله رب العالمين ضد صناديد قريش وطواغيتها الذين ارتعدت فرائصهم من دعوة الحق، فحاولوا ايهام انفسهم بالقوة والغلبة حين تآلبوا على فرد وحيد، فبان ضعفهم حين اسكتتهم جويرية زهراء.

أجهشت ندى بالبكاء وهي تتمتم:
– وا خجلاتاه منك يا مولاتي يا فاطمة الزهراء، واخجلاتاه منك يا ابا الزهراء ياسيدي يارسول الله.
وتذكرت ندى اساءة الصحافة الفرنسية لشخص الرسول الكريم مؤخرا ودفاع الرئيس الفرنسي عن صحافته دون ان يكون هناك اي موقف رسمي اسلامي جامع ضد الحكومة الفرنسية .
ثم انتبهت ندى الى خطوات امها وهي تقترب منها فسارعت الى مسح دموعها، لكن نظرات الام العارفة اجبرت ندى على الافصاح، فاشارت الى شاشة الحاسوب
وحالما اتمت الام القراءة تنهدت وقالت:
-مواقفها عظيمة بابي هي وامي حتى في طفولتها هكذا هي الزهراء حامية حمى الدين في كل مكان وزمان في مكة، في المدينة، في كربلاء ….وان شاء الله في كوفان العراق.
ثم التفت الى ابنتها متسائلة:
-ماذا ستفعلين؟
-ساتعلم يأمي وسأجعل علمي سلاحا اواجه به اعداء الدين.
سأثبت لهم ان حجابي وعفتي لن تحول دون الترقي في مدارج التخصصات العلمية الراقية والنافعة.
وعندما يسألوني عن قدوتي سأخبرهم ان الزهراء بنت محمد( صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين) هي قدوتي .

…………………………..
جويرية :مصغر جارية وهي الطفلة التي لم تتجاوز الست اوسبع سنوات.
سلا جزور: فضلات تخرج مع فصيل الناقة عند الولادة.
وكان عقبة ابن ابي معيط قد وضعها على كتف رسول الله(صلى الله عليه واله) وهو ساجد عند الكعبة بأمر من ابو جهل وثلة من مشركي قريش.

بقلم :: أم حوراء النداف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات