كان خلقه القرآن

 

القرآن الكريم هو معجزة خاتم الانبياء محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
فلكل نبي معجزة تؤيد دعواه وتكون خارقة للعادة، اي ان مادة المعجزة موجودة لكن الناس لم يألفوا هكذا انجاز من هذه المادة، كما و يعجز الناس عن مجاراتها والاتيان بمثلها.
فهل يعقل أن تكون المعجزة مؤيدة للنبي من جهة، ومشككة فيه من جهة أخرى ؟!
وما قصة تلك السور والأيات التي تحكي عن سوء خلق الرسول صلى الله عليه وآله،حاشاه ، كما في سورة عبس وتولى، أو الايات التي تنسب إليه الذنوب السابقة واللاحقة (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر ) وما شاكلها من الآيات التي تبدوا في ظاهرها أنها تنسب النقص، والعياذ بالله، لشخص النبي الخاتم عليه وعلى آله الالاف التحية والسلام.

يقول عالم الرياضيات الامريكي جفري لانج ” إن مؤلف هذا الكتاب،اي القران الكريم، عبقري وأنه بلا شك يتبع اسلوبا ساحرا في جذب القارئ، حيث إعتمد القرآن كليا على اسلوب الحوار، فتسلسل الايات يدفعك للتعجب والسؤال، ومن ثم تجد الإجابة بعد اسطر قليلة”
لقد اشار هذا العالم، من حيث يعلم أو لا يعلم الى الطريقة المثلى لفهم القرآن الكريم وهي تفسير القرآن بالقرآن
ماذا حصل عندما تكلف المفسرون وعلماء القران بتفسير أيات الله بمقتضى الرأي او القياس أو نصوص الروايات التي خالطها الدس والتلاعب والمخالفة لروح القرآن الكريم قلبا وقالبا؟
لقد وقعوا فريسة التناقضات! وللأسف نسبت تلك التناقضات للقرآن الكريم.
فمن جهة يقرأون ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ومن جهة أخرى ينسبون العبوس للرسول الكريم وأنه أعرض عمن يريد أن يتزكى وأقبل على من استغنى من المشركين!
القرآن الكريم وإن كان ميسرا للذكر وذلك
قوله تعالى (ولقد يسرنا القرأن للذكر فهل من مدكر) أي إلقاؤه على نحو يسهل فهم مقاصده للعامي و الخاصي و الأفهام البسيطة و المتعمقة كل على مقدار فهمه، إلا أن فهم مرادات الايات الكريمة يحتاج الى ذوق قرأني رفيع ينسجم مع ارادة الحق سبحانه، ويكون بعيد عن الاهواء الشخصية والتعصبات الفكرية.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أولوا ألالباب)سورة آل عمران اية ٧
إن الله سبحانه يدعونا الى التفكر والتدبر في أيات القرأن الكريم (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا )
إنها دعوة الى التمسك بمحكم الايات الواضحة الدلالة ورد الشبهات إليها ،فالحق سبحانه لايجامل أحد، ووصفه للنبي صلى الله عليه وآله بانه على خلق عظيم كاف لقطع كل الشكوك والشبهات حول ماينسب زورا وبهتانا لمقام صاحب العصمة الكبرى الذي يصف نفسه قائلا (أدبني ربي فأحسن تأديبي ) و (أنا أديب ربي ) و (أنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق)
إنه التجسيد الفعلي للانسان الكامل الحاكي عن كمالات الحق سبحانه المبعوث رحمة للعالمين ولا مجال للنقص ولو بمقدار أنملة بمقتضى العصمة الرسالية.

لقد تمكن، بحسن خلقه العظيم وصبره ومداراته للناس، من تأليف قلوب طالما فرقتها حروب الجاهلية، وجعلهم أمة واحدة .

قالت السيدة عائشة عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله: “كان خلقه القرآن” أي ياتمر بما أمر الله في كتابه المجيد وينتهي عما نهى عنه، والى ذلك دعى، بأبي وأمي، ونحن على ذلك من الشاهدين.

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ربيع لليتامى بهجة للارامل
السلام عليك يا ابا الزهراء يا حبيب الله

بقلم :: أم حوراء النداف
–––––––––––––––––––––––
تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ج١٩،ج٣
بحار الانوار للعلامة المجلسي
جيفري لانج رحلتي الى الاسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات