( ما رأيت إلا جميلا )

 

السلام على كعبة الاحرار
السلام على قبلة الانصار
السلام على الشيب الخضيب
السلام على الجسم التريب
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسن
السلام على ابي الفضل العباس ساقي عطاشى كربلاء
السلام على عقيلة الطالبيين
السلام على حامية عيالات الهاشميين التي شمخت في كربلاء شموخ الجبال الرواسي بعد ان قدمت قربانها العظيم اخوتها وفلذات كبدها وكل من تبعهم باحسان وهي تصف تلك الاهوال والمصائب التي يشيب منها الاطفال وينكسر لها قلب الحجر الاصم بأنها (ما رايت الا جميلا).
فهل ياترى منظر تلك المأساة من قتل وذبح وحرق للخيام وسحق الاطفال تحت حوافر الخيول و ضياعهم في البراري والقفار وسبي النساء وكل تللك المشاهد المروعه التي حلت بها و بأهل بيتها جميل بنظر السيدة زينب عليها السلام؟

نعم بلسانها صلوات الله وسلامه عليها (ما رايت الا جميلا ) لماذا؟
هذه الاجابه الصادمة للطاغية لم تأت عن فراغ بل عن معرفه وادراك ودراية وهي صلوات الله وسلامه عليها العالمة’ ربيبة بيت النبوة وموضع العلم ومختلف الملائكه.
سليلة معدن العلم واخت اسباط النبوة الخاتمه.
صلوات الله وسلامه عليها تعلم ان السعادة والنعيم ينتظر اولئك الفتية الذين كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم ‘ فما قدموه من صرخه بوجه الطغاة الظالمين انما هو ثمن لتلك السعادة الابدية الخالدة’ وما تتحمله هي وبقية النساء من اعباء المسؤولية لنشر هذه المظلومية انما سيشيد به التاريخ ليبقى رمزا لنبذ الظلم على مر الرمان’.

انها صلوات الله وسلامه عليها ترى ان في هذا الفداء الاصلاح النفسي والاخلاقي للامه الجاهله الضالة والذي خرج من اجله الامام الحسين عليه السلام مفتديا بكل غال ونفيس لكي يحافظ على بيضة الاسلام وهو ما زال غظا طريا والاخطار تحيطه من كل جانب ومكان’ وهو جميل.

وترى انصار الامام يتهافتون ويتسابقون للذود عن امامهم وعن معتقداتهم الحقه الرصينه’ وهو جميل.

وترى النساء اللواتي كن يدفعن بازوجهن واولادهن فلذات اكبادهن للقتال بين يدي ابن رسول الله بكل اباء وايثار’ وهو جميل.

واخيرا فهي ترى التسليم المطلق لارادة الله جل وعلا عين الجمال.

نعم لقد سبقت الاجيال في صناعة الجمال وبادرت به في موقفها ضد الظلم والطغيان. وهي تستعين بالصبر الجميل مقابل طاعة الله سبحانه وتعالى’ كما قال النبي يعقوب على نبينا وعليه الف تحية وسلام(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)سورة يوسف اية 18.

وهي تسأل الله سبحانه ان يبدل مرارة الصبر في فمها حلاوة ويرزقها القوة والثبات والقدرة على تحمل الاهوال الفواجع التي تراها امامها لكي تؤدي المهمة بكل صلابه وشجاعة واباء.

وهنا نقول كيف يمكننا الاستفادة من الجمال الذي اوجدته السيدة زينب عليها السلام في واقعة الطف الاليمة؟

اذ ليس كل عنف يمكن ان يجابه بعنف مثله ‘ وانما بالموقف المثقف الواعي الذي يبحث عن الجمال ويفتش عنه بين اركام الجراح’ وربما يكون هذا الموقف كلمه والكلمة الطيبة صدقه’ اوربما يكون فعل بنية خالصة لوجه الله تعالى.

فسلام عليك سيدتي يوم وقفت بوجه الطغاة شامخة ابية.
وسلام عليك يوم توفاك الله مظلومة صابرة محتسبة.
وسلام عليك يوم تبعثين .حشرنا الله واياكم سادتي في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

نجاة العبادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات