من ثقافة الغدير نستمد انسانيتنا

الحمد لله الذي هدانا للأسلام واكرمنا بالايمان وعرفنا الحق الذي عنه يؤفكون والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.. والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين،… اما بعد فقد قال الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علمًا لأمتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام دينًا.» الحمد لله على اكمال الدين وأتمام النعمة ورضا الله
وفي ذكرى عيد الله الاكبر نستلهم من شخصية ولي الله الفذة المواقف والعبر و نتقمص من ملامح العظمة والخلود في شخصه الكريم ونستوعب البعد الانساني في حياته كي نستطيع السمو باخلاقنا في التعامل مع الآخرين وبالاخص في هذا الظرف الوبائي العصيب الذي تمر به الامة الاسلامية .بل الانسانية والعالم أجمع ظرف لم يكن يخطر ببال أحد الذي جعل الاخ يفر من أخيه وأمه وابيه ويبتعد عن معارفه واصدقائه واقرب الناس اليه هنا نحتاج ان نرجع لقيم أمير المؤمنين عليه السلام ونتحلى بسجاياه أمير فلا تكن نظرتنا المجتمعية للمصاب نظرة المرتكب للعيب والمقترف للذنب نسيء التعامل مع من ابتلي بالفايروس ونفر منه وكأنه أصيب بالجرب في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لأن نعامله بلطف وانسانية ورحمة وشفقة اكثر من اي وقت اخرلتسود روح التراحم والتكافل الاجتماعي ولو معنويا فربما اصيب من خلال تاديته لواجبه كالطبيب والممرض يجب ان نتعايش مع الوباء والمصابين به بأنسانيه لاتخلو من الحيطة والحذر
من المهم صحيا أن نتجنب انتقال المرض إلينا، لكن ذلك لا ينبغى أن يتم بصورة تجرح وتهين المصابين أو المشتبه فى إصابتهم، هذا المصاب فى أشد الاحتياج إلى التعاطف الإنسانى، الى السؤال
ما أحوج عالم اليوم
استحضار للقيم في زمن قلت فيه القيم والمثل، زمن تقطّعت فيه أوصال الإنسانية، ولعله جند من جنود الله الذي سلطه على البشر ليحد من عادات سيئة وسلوك سيء كانتشار قاعات اللهو والعبث وتقليد الغرب ونشر فسادهم في مجتمعنا فانتشر الظلم والطغيان والاستبداد والفساد والفقر، والاعتداء وقتل الأب لأولاده والعكس هو الصحيح..مسيرة البشر في الحياة الدنيا مليئة بالصراعات بين الناس من جانب ،وفي داخل كيان الإنسان من جانب آخر في بعدي الصراع المادي والروحي بين العقل والشهوة والصراع النفسي بين الرغبات والتطلعات وبين العقل والهوى هذا الصراع الداخلي الذي هو السبب والأصل في كل الصراعات الأخرى الذي هو مورد اختراق الشيطان ليذكي نار الشهوة ويطفيء نور العقل
و العدالة والقيم الإنسانية الحقيقية كل ذلك بسبب إبتعاد البشرية التائهة المعذبة عن منهج علي عليه السلام ومنهج يوم الغدير الذي لو اتبعته لاكلوا من فوق روؤسههم ومن تحت ارجلهم وعاشوا العدالة والسعادة والرخاء وابتعد عن الظلم والتعاسة والشقاء ، منهج الغدير الذي تتجسد فيه شخصية أمير العدالة أمير الإنسانية الإمام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) تلك الشخصية العظيمة والفريدة في التاريخ التي تربت في أحضان النبوة، وتغذت الإيمان المحمدي الأصيل، ولم تسجد لغير الله قط ،وقدم أفضل الدروس في الفداء والبطولة والاباء فكان المصداق الكامل للفتوك (لافتى إلا علي ولا سيف الا ذو الفقار) أنه الإمام علي ابن ابي طالب (ع).
ففي واقعة غدير خم ، جمع الرسول ص المسلمين في قيض شديد وارتفع مع ابن عمه علي (ع) وقال قولته المشهورة : الا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم عاد من عاداه وانصر من نصره …..)
لقد حفظت الاجيال كلها حتى ساعتنا هذه كيف رفع النبي ص يد الامام علي الى اعلى حتى بان بياض ابطيهما
ليقول لنا الرسول الاكرم ان علي هو صوت العدالة
والإنسانيةمن بعده لكافة البشرية، وليس لفئة محدده
بذل أئمة أهل البيت جهدهم لتبيين مفاهيم الدين وتعاليمه، وتركوا للأمة ثروة عظيمة على هذا الصعيد، هكذا نقرأ عليا في هذه الذكرى المباركة، والله نسأل أن يعيننا على الاقتداء بسيرة على الذي اقتدى بسيرة الرسول اتباع الفصيل أثر امه، وان يعيدنا على هذه الذكرى، وقد ازدهرت فيه اوضاعنا، فعلينا إيصال ثقافة الغدير إلى كل العالم وأن تكون ثقافة حرّة من أجل الخير والرفاه، وعندما يكون هذا الأمر مطلباً، يكون مثاله انسانية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وحكومته التي قضاها في السنوات الخمس المباركة.
إنّ كلمة الفضيلة هي ليست أكثر من كلمة، لكنها تحمل في طيّاتها عالم من الراحة في الدنيا والراحة في الآخرة. وهكذا كلمة الإنسانية، مع انها هي كلمة واحدة لكنها جسدت بعلي ع
وفقنا الله واياكم لكل خير وصلاح، انه ولي التوفيق

بقلم / العلوية ام محمد الموسوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات