⭕️ تنبؤات مختصرة ⭕️

 

تأخذ الأحداث بالتسارع فهناك من يقف يحلل الوضع وهناك من يلتزم الصمت ليشاهد عبر شاشة هاتفه المحمول وهناك من يبحث ويناقش بين هؤلاء جميعا .. أعلن عن نفسي وأعترف لستُ ممّن يؤمن بالتنبؤات!
لكنّي وجدت بعض التنبؤات التي اقرأها هنا وهناك؛ بما يخص دولًا عظمى خصوصاً وأن أصحاب التنبؤات هم من أهل تلك البلدان ذاتها!
التي تم التنبؤ عنها، فصدق قوله تعالى : ” وشهد شاهد من أهلها”
جلست أكلّم نفسي، وبدأت اتجاذب اطراف الكلام مع تلك النفس التي لم تؤمن بالتنبؤ يومًا؛ لانها تراه مخالفة لتعاليم الأسلام، مهلاً أيتها النفس أعلم بذلك الإيمان القوي الذي تمتلكين ، لكن دعينا ننظر للموضوع من زاوية الآية الكريمة التي ذكرتها، فما المانع ان نجعل ما تم تنبؤه على ألسنة هؤلاء كشاهد اثبات لنا نحن المسلمون، خصوصاً وان الشاهد على أنهيار أمريكا هم امريكون اصلاً.
أيبقى هناك مَن يؤمن بدوام عظمة تلك الدولة أم بات الأمر واضح للجميع؟
فإذا كان اساتذتها وعلماءها تنبؤوا بانهيارها، فلماذا الأصرار على طاعتها؟!
هل أعمى بصيرتكم حبكم وطاعتكم لها؟
ولا اريد الأطالة بالكلام، لذا سأطلعكم على مقتبسات ممّا جاء في كتبهم ليكون خير شاهد لنا وليزداد إيماننا بزوالها ، عسى أن نلتفت لأنفسنا .

♦️ فهذا جوزيف صموئيل ناي أمريكي وأستاذ العلوم السياسية، وعميد سابق لمدرسة جون كنيدي الحكومية في جامعة هارفارد، اسس بالاشتراك مع روبرت كوهين مركز الدراسات الليبرالية الجديدة في العلاقات الدولية، وتولى عدة مناصب رسمية منها وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في حكومة بل كلينتون، ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني.

في عام 2002 قال في كتابه ( تناقض الإمبراطورية):《أي ارتداد إلى سياسة تقليدية تجاوزها الزمن حيث التركيز على انفراد السلوك وعلى نزعة الهيمنة أو السيطرة وعلى بسط السيادة على الآخرين بكل ما يصاحب هذه النزعات من صلف العنجهية المغرور، من شأنه أن يؤدي إلى تآكل القوى اللينة التي تتمتع بها أمريكا 》.

♦️أما توماس فريدمان الصحفي والكاتب الأمريكي، وعضو في صحافة البيت الابيض، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والجمعية الأمريكية للفلسفة، يعمل في صحيفة نيويورك تايمز،حصل على جائزة بوليتزر الشهيرة ثلاث مرات.

في عام 2005 قال في كتابه (الأرض مسطحة):《أنشأ الزمن ساحة عالمية مرتبطة بالأنترنت تسمح لصيغ عدة بالتعاون والتشارك في العمل والمعرفة دون اعتبار للجغرافيا والمسافات وربما اللغات في المستقبل القريب! وتفاعلت العوامل والتطورات وتقاربت على نحو يجعل المشاركة أمرا ممكنا لعدد كبير من الناس، لم يكن معظمهم قبل فترة قريبة متاحا له مثل هذه المشاركة.
فلا يكفي لزيادة الإنتاج وتطوير العمل معرفة واستخدام الحواسيب وأنظمة الإتصال والمعلوماتية، لكن يجب أن ترافقها منظومة من المهارات والثقافة الجديدة التي توظفها وتدمجها في السعي البشري الدائم نحو الأفضل.
وفي المرحلة القادمة سيبدع الجيل القادم الذي نشأ في هذه المنظومة ولذلك فإن تطوير الإقتصاد والحياة لن يتم عبر المسؤولين والحكومات ولكن عبر شبكة من الأفراد. أكرر..عبر شبكة من الأفراد!
وحتى مجموعة الدول الثماني ستتراجع أهميتها لصالح الأفراد الذين يكيفون أنفسهم بسرعة مع التقنية أكثر مما تفعل الدول والمؤسسات، لذلك نرى الجميع يخشى من العولمة، حتى الامريكين أنفسهم! 》ويرى في دخول الصين رسميا إلى منظمة التجارة العالمية في شهر ديسمبر 2001 خطوة هامة في هذا السبيل.

لن أقف عند جوزيف وتوماس فقط بل دعوني افرغ ما في جعبتي

♦️فهذا فريد زكريا صحفي أمريكي مسلم من أصل هندي، يعتبر أحد أبرز الصحفيين في أمريكا، عمل ضمن طواقم مجلات أمريكية كبرى ك(الشؤون الخارجية ونيوز ويك والتايم)، وعرف بتخصصه في قضايا السياسات الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية، وهو يقدم منذ 2008 برنامجا بأسم(فريد زكريا جي بي اس) يستضيف فيه شخصيات سياسية عالمية.

في عام 2008 قال في كتابه ( عالم ما بعد امريكا ) الذي يتحدث فيه عن نهاية الامبراطورية الأمريكية الماسونية وصعود دولة أخرى في الشرق الأوسط لتحكم العالم وتدمر امريكا وطفلتها إسرائيل : 《 فقد طال العهد بأمريكا وهي في موقع القوة الأعظم. وربما حان الوقت لكي تجابه هذه القوة السوبر تحديات من نوع جديد تلخصها عبارة تقول: إن الشمس تشرق على روابي الشرق.》، وقد قال عند ترشح ترامب : 《ان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب هو سرطان الديموقراطية الأمريكية 》.

وحتى أنهي المقال ، وإن كنت ما زلت عطشى ولم ارتوِ من تلك التنبؤات التي تشير لأنهيار أمريكا ، سأكتفي بكتابٍ أخير
♦️ للبروفيسور زبيغنيو بريجينسكي مفكر استراتيجي والذي كان مستشار للامن القومي لدى الرئيس جيمي كارتر، كما عمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، واستاذً لمادة السياسة الخارجية الأمريكية في كلية بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكينز في واشنطن.

في عام 2011 و في كتابه ( اميركا تواجه خطر فقدان الدولة التي لاغنى عنها)
والذي صفه النقاد والمحللون ومنهم متشكو كاكوتاني انه “كتاب يثير الاستفزاز ” بمعنى أنه يتفرد في منهجه بتوصيف وتحليل لحظة مفصلية تشهد تحول
مركز الجاذبية العالمي من الغرب الى الشرق، وتراجع المكانة التي طالما نعمت بها أمريكا، وانحسار دورها العالمي لصالح اقطاب جدد على الساحة الدولية وفي مقدمتهم الصين .
خاصة في ضوء ما رصده الكتاب من تشتت كيان القوة العولمية في ضوء ما طرأ من حالة استضعاف على الإتحاد الأوروبي بوصفه رديفا للقوة الأمريكية.
في هذا المضمار يسجل للبروفيسور بريجنسكي السبق الى التحذير مع أوائل عقد التسعينات المنصرم مما رآه من تيارات عارمة كانت وقتها تفور وتضطرم على صعيد أقطار وأجزاء العالم النامي بالذات، وهو ما رآه تحديا في نهاية المطاف لطموح أمريكا الى احتلال مكانة القطب العالمي الأوحد….》يذكر أنه عارض دونالد ترامب ووصف سياسته ب”الغامضة”

وبهذا وأن كنت لم ارتوِ كما قلت، لكني اتخذت تلك التنبؤات خير شاهد على قرب زوال أمريكا، لنكن على ذلك من الشاهدين … لكل صرح وأن عظم مكانه ستلطمه أمواج ذنوبه يومه ويتحطم!
الأمس كان لك واليوم لك وغدا لا أظنه لك.

بقلم / سلوى الكناني

…..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات