بعد عامٍ من الرحيل

 

ها قد مرَّ عامٌ كاملٌ من غيرِ أنْ أسمعَ فيه صوتَ أمّي
عامٌ مضى، أخبرتُ عقلي أنني لابُدَّ أنْ أصبر؛ كي تمضي الحياة
عامٌ مضى، علّمتُ روحي أنْ تُكابر، أنْ ترى ذاك المكان الذي كان الوجود به ينام
علّمت روحي أنْ تمرَّ بلا صراخ
علّمتُ نفسي الكبرياء، أنْ أدخلَ الدار التي ضمّت ليالينا وأيام الصِبا
أنفاس أمّي .. صوت أمّي .. كلُّ شبرٍ فيه ذكرى ..
كيف أنسى؟ كيف أصبر؟
لكنني علّمتُ نفسي طول عام
يا قدميَّ هيا ادخلا هذا المكان، حتى وإنْ غاب الأحبة؛ فالناسُ لا تدري بما في داخلي
أختي .. أخي .. دومًا يعاتبانني .. يلومانني على الغياب
لِمَ لا تزورينا؟ أ لسنا إخوة؟!
أدخل بجسمي …والفؤادُ لا يزال خارجًا، متمسكًا بأعتاب باب الدار، يأبى الدخول
سلّمتُ لكنَّ الذي ردَّ السلام عليّ يبقى غير أمّي
لا، لن أجد تلك الحياة
لا، لن أجد ذاك اللقاء
آهٍ على ذاك اللقاء… بيني وبين التي كانت تُسمى حينها يومًا بأمَّي
لا، لن أجد ذاك اللقاء
أنا بعد عامٍ كاملٍ مرَّ على ذاك اللقاء
أعجزُ أنْ أكتب حرفًا واحدًا عنكِ يا كلَ النساء

✍ بقلم / أمل نصير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات