أيها الأزواج… مهلاً (الغيرة المفرطة مشكلة…حلّوها .)

الغيرة إما أن تكون غيرة محمودة أو غيرة مذمومة، فأما الغيرة المحمودة فهي الغيرة المطلوبة كغيرة، الرجل على أخته وبنته وزوجته لأنه يتميز بغريزة تملي عليه الحفاظ على الإناث وهذا أمر مقبول.
أما الغيرة المذمومة وهي ما يمكن أن تسمى أيضاً بالغيرة المرضية فهي غير متقبلة من قبل أحد على الأغلب كأن يمنع زوج زوجته من الإلتقاء بالناس ومحادثتهم لذات السبب. إن هذا النوع من الغيرة هو سبب من أهم أسباب انهيار الأسرة؛ لأن الغيرة إن زادت عن الحد الطبيعي أصبحت مرضاً نفسياً يتعب صاحبه ويتعب من حوله.

الغيرة قد توجد بين الزوجين أيضاً، وهي طبيعية في الحالات الاعتيادية ولكن الخطأ يكمن في المبالغة فيها نحو الطرف الآخر. فإن كانت الغيرة من الجانب الأنثوي فإن المرأة تغار على زوجها حيث غيرتها تقودها إلى الاعتقاد بأن زوجها على علاقة بامرأة أخرى، فإن تحدث بالهاتف جن جنونها ، وإن حدّث أمرأة راودتها الشكوك والظنون وتتطور بعد ذلك إلى مشاكل ما أنزل الله بها من سلطان، فهناك فرق كبير بين من يغار على الطرف الآخر حباً له وبين من لايثق بالطرف الآخرلأن العلاقة الزوجية لا تعطي الزوجة الحق في التحكم في الزوج أو تصرفاته.

نحن هنا لانتّهم الزوجة فقط بالغيرة فقط وإنما الحق يقال فالكثير من الرجال
تعاني زوجاتهم الغيرة الزائدة المفرطة وهذه الحالة تؤثر على شخصية المرأة ونجاحها في الحياة.

والزوج الغيور يعيش في دوامة الغيرة الغير مبررة وبالطبع تؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية شيئاً فشيئاً ، الأمر الذي يقتل المحبة بينهما، ناهيك عن تعكير المزاج وأجواء الحزن التي تخيم على العائلة جمعاء.

إن أسباب الغيرة الزائدة قد تكون جزءاً من موروثات المجتمع الشرقي حيث إن بعض الذكور يربون في صغرهم على أن الرجل يملك المرأة إن تزوجها وأن عليه التحكم في كل صغيرة وكبيرة في سير حياتها سواء أكان عملها أو لبسها أو زياراتها أو حتى اختياراتها المختلفة فهو يعتبرهذا الأمر جزءاً لا يتجزأ من رجولته.

على الزوجين أن يتفهما حقيقة كل منهما وأن على كل منهما إعطاء مساحة كافية للطرف الآخر للشعور بالأمان والاستقرار. فليس هناك أسوأ من شعور أحد الزوجين أنه يعيش مع إنسان هو أشبه بجهاز تنصت او رادار يرصد كل كبيرة وصغيرة. فالمحبة بين الزوجين علاقةمقدسة ينبغي أن لا تعرض للإنتهاك أبداً، فليس هناك أحد يحب أن يشعر أنه مراقب في بيته ومن قبل أقرب الناس اليه. لذا على الزوجين تفهم حاجة الطرف الآخر للخصوصية وبعض الاستقلالية والتي لا تعني الخيانة أبداً ولكن هي فطرة الإنسان التي فطر عليها.

إن الغيرة بين الزوجين هو أمر محبب؛ لإشعار كل منهما بحب واهتمام الطرف الآخر، لكن إن زادت هذه الغيرة انقلبت الموازين وأصبحت الحياة بائسة لاتطاق. لذا قد يسأل أحد منكم الآن نفسه رجلاً كان أم امرأة هل غيرتي طبيعية ومقبولة أم هي غيرة مرضية زائدة عن الحد المرغوب به؟

إليك أيها السائل الكريم .

إختبار الغيرة الزائدة:
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜

⚜ هل غيرتك تؤثر على حياتك الطبيعية الاعتيادية؟
⚜هل غيرتك تضايق وتؤذي مشاعر من تحب؟
⚜ هل غيرتك هي المسيطرة عليك وعلى تصرفاتك؟.

إن كانت إجابتك بلا على الأسئلة الثلاثة فهنيئاً لك حياة هانئة وعيش رغيد ·

، أما إن كانت إجابتك بنعم فاعلم ان حياتك الى أسفل السافلين.

عليك مراجعة نفسك وإعادة النظر فيها وراجعها وحاول التخلص من هذه الصفة المذمومة حتى تنعم بالراحة والهدوء ، فليس هناك أحد يستحق أن يعيش شقياً متعباً تعيساً ومرهقاً بسبب قيامه بأمور حياتية اعتيادية مشروعة ولكنه يحاسب عليها كأنها أفعال مشينة فقط لأن الطرف الآخر مصاب بالغيرة.

حاول أن تعتمد لغة النقاش فهي الوسيلة الفعالة لتقارب وجهات النظر بينك وبين الطرف الآخر وبالتالي حصول المحبة والتفاهم والمودة والشعور بالأمان والسكينة الذي يقلل من الشعور بالغيرة الهدّامة إتّباعاً لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات