من وحي الطفولة الى جميع الأمهات

حان وقت الصلاة

نداء موشحٌ بالحنين والرحمة طالما سمعتهُ من أعزِ إنسانة على قلبي

تلك هي أمي .

فمذ كنتُ صغيرة وأنا اسمع صوتها الحنين ينادي على اخوتي واخواتي بأن حان وقت الصلاة

فما أن يؤذن المؤذن

ويقول (الله أكبر )

يأتي ذلك الصوت ليجتاح أذناي الصغيرتين وأراقب ذلك الصوت الذي لا يهدأ حتى يتم الجميع صلاته

وكنت أتسائل

لمَ لا تناد عليَّ كما تنادي على اخوتي واخواتي الكبار ؟

ولمَ هذا الأهتمام الكبير بوقت الصلاة وبإقامتها ؟

وسألتها مرارا وتكرارا عن ذلك

وكان الجواب

ما زلت صغيرة يا فلذة كبدي وأخر العنقود

ولم افهم رفضها عن البوحِ بالأسباب

حتى أتممت من عمري ثمانية أعوام ميلادية وبدأت امي تهيئ لي عيد الميلاد كما أعتادت في كل عام

ولكن اهتمامها هذه المرة يختلف عن كل السنوات الماضية

فلم تترك صديقة لي الّا ووجهت لها دعوة لحضور حفلة عيد الميلاد

فلقد أعدت احتفالا كبيرا يختلف عن كل الأعوام كما ان فرحتها بهذا الاحتفال تختلف عن غيره

وما أن أتى كل الحضور وبدأ الاحتفال

واذا بأمي توجه لصديقاتي سيلٌ من أجمل الكلمات

وتقول لهنّ اهلا وسهلا بكنّ جميعا

فاليوم هو اليوم الذي اكملت ابنتي من عمرها ثمانية أعوام ودعوتكم

لأعلمكم جميعا بأنه لم يبقَ لها سوى أشهرُ قليلة وستكون أخر عنقود العائلة كبيرة وسوف يخاطبها الله (سبحانه وتعالى)

فتعجب الجميع من قول امي

وقالوا لها

وكيف ذلك

– فقالت بعد أشهرٍ قليلة ستكون صغيرتي كبيرة و سيكلّفها الله (سبحانه وتعالى) بواجبات لأنها ستكمل تسع سنين هجرية والتكليف دليل على نهاية فترة الصغر لان الصغار لا يكلفون بشيء وهذه الواجبات هي خطاب الله (سبحانه وتعالى) للإنسان

– فسألت امي وهل هناك فرق بين السنين الميلادية والهجرية

-فقالت امي نعم أكيد هناك فرق فالسنة الميلادية تفرق احد عشر يوم عن الهجرية ولذا فبحسب السنة الهجرية انت اكبر سنا من الميلادية

-فقلت معلومة جديدة تعلمتها ولكن ماذا عليَّ أن أفعل إن خاطبني وكلّفني الله ( سبحانه وتعالى)

-فقالت امي ستجب عليك الصلاة والصوم وغيرها من واجبات ومتى ما يرفع الأذان

سأقول لك

حان وقت الصلاة

ألم تسأليني دائما عن سبب عدم توجيه النداء لك

اليوم حان الوقت لأخبرك بالسبب ولذا عليك أن تتهيأي للصلاة والصوم وكل الواجبات لان الواجبات للكبار الذين كلفهم الله والى الان انت صغيرة ولكن بعد اشهر قلائل ستكونين كبيرة ومكلفة

وهنا وجدتها فرصة لأوجه لها سؤال آخر وهو

-لم هذا الاهتمام الكبير بالصلاة

-فقالت امي

لاحافظ عليكم

فتعجبت وتعجبنَ كل صديقاتي من الجواب

وسألناها وكيف يكون ذلك

-فقالت

ألم يقل الله في كتابه العزيز (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )

-قلنا نعم هذا قول الله

-فقالت اذن اهتمامي بالصلاة لكي احصّنكم من الفحشاء والمنكر والبغي وبذلك احافظ عليكم

فالصلاة عمود الدين فمتى ما اهتممنا بذلك العمود ضمنّا سلامة الدين ومتى ما سلم الدين سلم الجميع وبهذا احافظ عليكم

فهذا الاحتفال لم يكن لأنكِ أكملت ثمانية أعوام فقط بل هو احتفال لتتهيأي ويتهيأ كل صديقاتكِ ممن من عمرك لخطاب الله وتكليفه فسوف تكونين مؤهلة وعلى قدر المسؤولية ولذا احببت ان انبهك على تلك المهمة من خلال هذا الاحتفال حتى تكوني مستعدة للقيام بالمهمة على أكمل وجه ولا تتفاجئي

فلن تكوني بعد التكليف صغيرة بل ستكونين كبيرة واميرة والتكليف هو تاج إمارتك فحافظي على تاجكِ بإداء ما يجب عليكِ واحذري من ضياعه ففي ضياعه ضياع الدين وإن ضاع الدين ضاع كلُ شيء

ومنذ ذلك الحين وانا احافظ على الصلاة

والآن اقوم بنفس ما كانت تقوم به امي رحمها الله

ومتى ما سمعت صوت المؤذن

انادي على اولادي

حان وقت الصلاة

فالى جميع الامهات

حافظوا على اولادكم بالصلاة .

بقلم وجدان الشوهاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات