🌻 مقام الزهراء 🌻

 

أمسكتُ القلم لأكتب مايجول في خاطري عن سيدة النساء، فوجدت الكلمات قاصرة عن وصف من جاء فيها حديث على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عندما قال: ((خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعت وخلق من نوري علياً فدعاه فأطاعه وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فاطاعاه فسمانا بالخمسة الأسماء من أسمائه الله المحمود وأنا محمد والله العلي وهذا علي والله الفاطر وهذه فاطمة والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية وأرضاً مدحية أو هواء أو ماء أو ملكاً أو بشراً وكنا بعلمه نوراً نسبحه ونسمع ونطيع)).

فماذا عساه يكتب ، أمام ذلك الوصف فأي عظمة ومنزلة لهذه السيدة الجليلة والجوهرة الثمينة والزهرة الجميلة والقدوة الحسنة لكل إمرأة تنهج نهجها وتسير على خطاها لأنها رمز العفة والحشمة والحياء فهي الكوكب المضيء في سماء الاسلام والشمس المشرقة في قلوب محبيها فهي الحوراء الإنسية فهي حورية الارض لإهل الارض والفتاة التي بلغت قمة الكمال الإنساني ورمز الطهر ونموذجاً للأمومة ومثالاً للزوجة الصالحة فكانت ولازالت المعلمة الاولى للإنسانية حيث بدأت طفولتها في أحضان الوحي والنبوة في بيت مفعم بكلمات الله وأيات القرآن الكريم ومطيعة لأوامره وبعد ذلك هبط جبرئيل (عليها السلام) يحمل إرادة السماء تقضي بإجتماع علي وفاطمة تحت سقف واحد لتحقق الكوثر ويعم الخير على جميع البشر وبعد ماعاشت الزهراء (عليها السلام)قرب أبيها وكانت تحنو عليه منذ كانت صبية وكانت أُماً صغيرة فدعاها سيد الخلق (أم أبيها)
وأن بقاءها في الدنيا بعد أبيها (عليها السلام)لم يطل وأن الأيام التي قضتها بعده كانت في حزن وبكاء متواصلين وكابدت في هذه المدة القصيرة من الألم والأذى مالايعلمه إلا الله عزوجل وهكذا رحلت فاطمة ودّعت الدنيا بكل مافيها من ويلات وعذابات وفي تلك اللحظات إنتهت الآم الزهراء (عليها السلام) لقد رحلت الى دار السلام وبهذا ودّع امير المؤمنين (عليه السلام) حبيبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والزهراء(عليها السلام) فهذه السيدة العظيمة هي عنوان حياتي ومهما كتبت لم أعط حق هذه الدرة النفيسة لأنها سيدة نساء العالمين فودعها أمير المؤمنين (عليها السلام) وفي قلبه الحسرة والألم.

مالِي وَقَفتُ عَلى القُبورِ مُسَلِّماً
قَبرَ الحَبيبِ فَلَم يَرُدَّ جَوابي
أَحَبيبُ مالَكَ لا تَرُدُّ جَوابَنا
اَنَسيتَ بَعدي خِلَّةَ الأَحبابِ

إن ماسطرته بهذه القلة القليلة من السطور والكلمات ماهو الا قطرة في بحر وذرة رمل في حياة أم أبيها فاطمة الزهراء(عليها السلام).

وفي الختام
شتان بين مقام الزهراء (عليها السلام) من المنظور الإلهي وبين مقامها في عيون بشر قد غصبوها حقها بالأمس واليوم عادوا ليرقصوا على جراح إمام زمانهم وهو يتألم لذكرى فاجعة جدته فاطمة واخجلتاه من إمام زماننا …
فليت السماء إنشقت ، قبل أن نصل إلى ماوصلنا له في مجتمعنا ولكن ماذا عسانا أن نقول سوى تقديم الإعتذار .

السلام عليك ياسيدة نساء العالمين ورحمة الله وبركاته.

بقلم ::: سهير حاكم الشجيري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات