شمس فوق الاعواد

 

الشعاع الاول

من قصر الامارة

في حكومة الكفر والفسوق ،والظلم والفساد ، قد ساد البلاد، ومن ضحكات ابليس ،ورقصات الشياطين، وطبول الباطل ،طلب الاذن بصعود الاعواد ، كي نفهم معنى احترام الحقوق، وعدم تجاوزها في كل حال ،فلابد من التمسك بالشريعة عندها ،والامساك على جمرة الدين .
دافع بقوة عن حقه بالكلام ،لا لاجل الكلام ،وانما في كلماته كان لله رضا و للناس فيها هدى واجر وثواب،فلابد له من الاصرار عليه .
حمل امانة السماء ورسالة الانبياء ، التي عرضت على الثقلين ،فابين ان يحملنها واشفقن منها ، جعله الله تبيانا لكل شيء .
رغم قيوده وجراحاته وماجرى عليه من مصائب ، اخاف صدى صوته الحكام،وحاولوا منعه ،لكنه ابى الا الكلام.
تقدم بخطى ثابتة ليشق طريق الحق مع صوت تسبيح السلاسل وتهليل القيود .معتليا دكات اعواد من بقايا باب محترقة ،نبت بين اضلاعها مسامير الغدر ،لتقطر امهات ثكلى وايتام ولهى وارامل ناعيات .
صعد الاعواد فاخضرت درجاته ايات وصلوات ،ولتستحيل حبل الله بين الارض والسماء .تراقب عيون الحاضرين حركاته، وتتابع اذان المحلقين سكناته .
صمت اطبق على الكون.وهدوء خيم على المكان ،وتوقفت عقارب الزمان ووحوش الانس والجان .لتصغي الى تراتيل القرآن وصفوة الرسل والاوصياء.
بكلماته انقلبت الموازين ،وانهدمت قصور الشرك على رؤوس الجبارين، فأحيت قلوب التائبين ،واصبحت مسلكا للشاكين،وكهفا للخائفين ،واملا للراجين ،وملجا للراغبين ، وشكرا للشاكرين،وتيسيرا للمطيعين ، ودليلا للمريدين،وبابا للمحبين،ووسيلة للمتوسلين، وجبرا للمفتقرين..ونورا للعارفين،وذكرى للذاكرين ،وملاذا للمعتصمين ،وعصمة للزاهدين .
رفع صوته ليسمع الخلائق مقالته…
أَيُّهَا النَّاسُ، أُعْطِينَا سِتّاً وَفُضِّلْنَا بِسَبْعٍ، أُعْطِينَا الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ وَالسَّمَاحَةَ وَالْفَصَاحَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَالْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفُضِّلْنَا بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ الْمُخْتَارَ مُحَمَّداً، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ، وَمِنَّا الطَّيَّارُ، وَمِنَّا أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَنَسَبِي.

بقلم :: سلمى عبدالرضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات