اِحذرْ شجارَ الأبناءِ؛ فإنّها قنبلةٌ موقوتةٌ

 

قد تقعُ خلافاتٌ بين الإخوة الصغار؛ بسببِ لُعبةٍ أو أمورٍ أُخرى تكادُ لا تُذكَرُ لكونِها أمورًا طبيعيةً، ولكن ما لا يكونُ في الحُسبان هو تعامُلُ الأهلِ مع ذلك الخِلافِ الذي قد يتحوّلُ إلى شجارٍ طاحنٍ بينَ الإخوة، يقودُنا إلى ما لا تُحمَدُ عُقباه.
فحريٌ بالأهلِ أنْ يلتفتوا إلى الأساليبِ التي يتخذونها لحلِّ المشاكل، لا أنْ يتركوها لتكونَ كقنبلةٍ موقوتةٍ قد تنفجرُ ليتحوّلَ الشجارُ والخلافُ البسيطُ إلى عداءٍ وقطيعةِ رحِم، وهذا ما نراه اليومَ مُتفشيًّا في مُجتمعنا للأسفِ الشديد.
من هُنا حاولنا في هذه السطورِ تسليطَ الضوءِ على تلك الشجاراتِ التي تبدأ بعنوان (أمرٌ طبيعي)، فعلى الأبِّ والأُمِّ أنْ لا يُخرجوها عن هذا العنوانِ ليضمنوا تماسُكَ الأسرة…
وهُنا لابُدّ من توضيح:
عندما يدبُّ شجارٌ بينَ الأبناء نجدُ الانحيازَ ظاهرًا على بعضِ الآباءِ والأُمّهاتِ في حال تدخلوا لحلِّ ذلك النزاع، وهُنا نضعُ علامةَ الاستفهام.
لماذا الانحياز؟
فحتى لو كانَ الانحيازُ للحقِّ، فهو بمنزلةِ صبِّ الزيتِ على النار، فهم ما زالوا صغارًا وقد يرونَ الانحيازَ من منظورِ عقولِهم الصغيرةِ التي لا تستوعِبُ الأمرَ ممّا يؤدّي إلى حلٍّ مؤقت، فيتكرّرُ الشجارُ مرّاتٍ ومرّاتٍ حتى ينتهيَ لعداءٍ حقيقي.
والأسلوبُ الأمثلُ الذي يجبُ أنْ يسلكَه الآباءُ في هكذا سلوكٍ يحصلُ بينَ أبنائهم، هو إبقاءُ الأمرِ بالإطارِ الطبيعيّ، وعدمُ الانحيازِ لجانبٍ على آخر..
أمّا بيانُ الحقّ فيُحدَّدُ له موعدٌ آخرُ يكونُ بعدَ أنْ تنتهيَ المُشكلةُ وتضمحلَّ وبأسلوبٍ قصصي.
وبهذا الشكلِ لن يخرجَ الشجارُ عن إطارهِ الطبيعي، وسنكونُ قد أنهينا مفعولَ تلك القنبلةِ ولن يبقى مجالٌ للانفجارِ الذي قد يؤدّي إلى تشتُّتِ العائلة..
وبذا لا يكونُ الشجارُ بين الصغارِ سببًا وراءه شجاراتٌ طبيعيةٌ تعاملَ معها الأهلُ بأسلوبٍ خاطئ فتراكمتْ حتى تحوّلتْ إلى حقدٍ وقطيعةِ رحِم.
فإيّاكَ ثم إيّاكَ أنْ تجعلَ أولادَك قنابلَ موقوتةً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات