(لولا الإمام لساخت الأرض بأهلها)

بمعنى: لساخ العالم كله ولولا الحجة لما بقي على صلاحه ولتلاشى العالم كله، فهو قطب العالم كله، لذا يعبر على اللسان بما هو شائع عن الإمام الحجة عليه السلام انه قطب عالم الامكان، وهو إشارة إلى أنه مركزهم، وما أروع الشاهد في الرواية التي بدأنا الحديث بها والحجة في وسطهم كأنه كوكب دري.
وقد فسرت الروايات بأن الفجر هو ظهور
يتضح من خلالهم علاقة سورة القدر بالامام (عجل الله فرجه) يتضح من خلال فهم تفسير تلك السورة, ويتضح ذلك بما يلي
هناك مجموعة من المفسرين يرون استنادا الى مجموعة من الروايات ان المراد بمطلع الفجر هو ظهور المهدي (عليه السلام). ففي رواية عن الصادق (عليه السلام) يذكر تفسيرا لقوله تعالى: (( بأذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر )) : يعني حتى يخرج القائم.
وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) في حديثه عن سورة القدر قال: وانه ليحدث ذلك اليك كأحداث النبوة. ولها نور ساطع في قلبك وقلوب اوصيائك الى مطلع فجر القائم عليه السلام .
أما القمي فيقول في تفسيره لقوله تعالى: (( سلام هي حتى مطلع الفجر )) قال: تحيه تحيى بها الامام الى ان يطلع الفجر.
من جهه اخرى ان ليله القدر ليلة مستمرة الى يوم القيامة كما يوضح ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) الى أبي ذر بعدما سأله: يا رسول الله ليلة القدر شيء يكون على عهد الانبياء ينزل فيها عليهم الامر فاذا مضوا رفعت؟ قال النبي(صلى الله عليه وآله): لا بل هي الى يوم القيامة.
وان الملائكة كانت تنزل على النبي(صلى الله عليه وآله) ثم على الائمة واحدا بعد واحد في ليلة القدر بما قدّر فيها من الاجال والارزاق وكل امر يحدث من موت أو حياة أو خصب أو جدب أو خير أو شر.
وان الملائكة الان مستمرة في النزول على الامام الغائب من كل سنه في ليلة القدر، هكذا فسر بعض المفسرين نزول الملائكة في زمان الامام الغائب (عليه السلام) استنادا الى روايات, منها ما روي ان صاحب هذا الامر في شغل تنزل الملائكة اليه بأمور السنة من غروب الشمس الى طلوعها في كل امر سلام هي له الى ان يطلع الفجر .
فمن الطبيعي أن تجد ذلك الاهتمام الكبير في الاحاديث الشريفة عن الإمام الحجة عليه السلام، بل ما من نبي إلا وب َّشر بالحجة عليه السلام،
لما يكون من تكامل للبشريه على يديه التكامل المعنوي والمادي
ولذا يقول الامام الصادق (عليه السلام): (اذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به احلامهم).
فعبارة (رؤوس العباد) فيها دلالة واضحة على ان هذا التطور العقلي سوف يشمل جميع النوع الانساني. ومن المؤكد ان قوله: (وضع يده) ليس المقصود به اليد الجارحة لعدم امكان ذلك من الناحية العلمية وانما المقصود به القدرة والقوة, او النعمة, بمعنى
ان الامام له قدرة اعجازية على فعل ذلك, وايضا الوسائل الطبيعية والجانب المادي ولو ذكرت لمحه منه
كذلك تطور في الصحة العامة بوسائل طبيعيه الامر الذي يؤدي الى تلك النتيجة, لاسيما وان من معاني اليد هو النعمة كما في قوله تعالى: ﴿ َواذكُر َعب َدنَا َدا ُوو َد ذَا الأَي ِد﴾ سورة ص آية [١٧] أي ذي النعمة, فيكون المعنى ان الناس في ظل دولته المباركة تعيش حالة الرخاء والصحة الجسمية والنفسية والعقلية بحيث تكتمل العقول والاحلام.
ولا ريب بان ذلك يؤدي الى نتائج مذهلة على جميع الأصعدة, فلا تجد ذكرا للشرك ولا للنزاع ولا للعصبية ولا للطمع ولا لغير ذلك من الامور التي تؤدي بالإنسان الى السقوط والظلم والجور الكفران, ومن نتائج ذلك ان الناس تعبد الها واحدا لا شريك له, وتؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين, وتؤدي كل الواجبات الشرعية, وتترك كل المعاصي والمحرمات, وبذلك يتحقق الكمال النوعي للإنسان.
والحمد لله على نعمه كلها الباحثة /ام مصطفى الكعبي ………. المصادر معجم أحاديث الإمام المهدي ج5 ص503). ينابيع المودة ص561 الكافي ج١ ص ٢٥ معجم احاديث الامام المهدي ج5 ص502).
مستدرك الوسائل ج7 ص462

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات