لؤلؤة الجنة

 

 

من هناك أتت ،من عالم بعيد ،عالم نقي ،لايعرفه سوى الانبياء ،ولا تسكنه سوى الملائكة…
بدأت تنمو كلؤلؤة في حنايا صدفة ،وكفراشة جف جناحها تستعد للطيران .
آن لتلك المخلوقة الملكوتية ان يسطع نورها في عالم الوجود
آن لتلك النبتة الجنتية ان تنمو لتكون شجرة باسقة وارفة الظلال ،غزيرة العطاء
آن لها ان تتألق في عالم الحياة وتنشر شذاها في ربوع البسيطة …
وها هي خديجة الكبرى تطلق أنات الميلاد المبارك ،فيشع نور الزهراء ؛ليملأ الخافقين .
اطلت بوجهها المبارك الوضاء ،فبشر النبي بالمولود العظيم ،معين الصفوة المباركة من بنيه .
من ذلك العالم النوراني تجلت فاطمة ،نفحة شذية وبسمة سنية سطعت من ثغر النبوة
فاطمة !وما ادراك ما فاطمة؟! لؤلؤة الجنة ،طاهرة نقية ،حورية إنسية ،
فاطمة ،انشودة الكمال ،ونغم العفاف ،سليلة مريم البتول .
فاطمة ،رائحة الجنان وريحانة الزمان ،وآية الرحمن،وسيدة النسوان .
مهجة الهادي ،ومحور النور ،وربيبة القرآن ،كل حرف من اسمها ترنيمة تأسر النفوس والارواح .
الراضية المرضية ،والمحدثة الزكية ،نجمة تومض للسماوات ،كما تومض الكواكب للارض
بدأت سليلة النبوة رحلتها في هذا العالم الارضي ،لتكون مثالا للانسان الكامل ورمزا للعفة
فهي السيدة الاولى ،والصديقة الكبرى ،مستودع العلوم ،ومعنى النبوة وسر الوحي .
الزهراء تخجل الشمس من نورها ،وتسجد الملائكة لعظمتها ،مشكاة الانوار وام الاطهار
فكانت خير مؤنس لامها ،وخير بنت لابيها وخير ام لاولادها ،وخير زوجة لخير وصي،جمعت كل المعاني السامية في ذاتها .
تلك هي فاطمة النموذج الكامل المندك في ذات الله والمنصهر في عبادته ؛لذلك يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها .
وستبقى هذه اللؤلؤة الفريدة متألقة في عالم الوجود ؛لانها خلقت لتكون كذلك ،نادرة الوجود لايسبر غورها احد
ولانها هبة السماء الى اهل الارض ،وهبة السماء باقية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات