شعاع العطاء الزهرائي

 

أمراة نورية بلا حدود , للناظر ببصيرة تفوق ادراك البصر .،وتتعدى حواجز الدهر هي نورانية … تتخطى ملامح الظلام … تحلق بنا أجنحة اليقين فتدخل القلوب بلا أستئذان … لتحملنا الى واحة
الفيض فتنبض وتتدفق روافد العطاء ومصدر قوة لأرواحنا،
لأفكارنا،
لقلوبنا..
باعتبار اننا ننتمي الى هذه الأم الحنون
دعونا نقتبس من العطاء الفاطمي شعلة تضيء لنا دربنا لنحملها للأجيال

كيف بان ننصبها أمامنا قدوة وأسوة وخاصة في هذا الزمان نحتاج فاطمية مثمرة تنورت بالاقتداء
بمعرفة فاطمة القديسة هكذا كانت فاطمة قوية ملازمة للحق بل هي الحقَ
نحتاج تذويب الفوارق، عبر محاكاة مواقفها وسلوكياتها.. وبناء على قاعدة (شبيه الشيء مُنجذِبٌ اليه) .. نقول (المنُجذب الى شيء يشابهه – ولو بعد حين-). وهذا يعطي تفسيراً جزئياً عن ما نشاهده من تقليد المشاهير حتى في الديكور الخارجي لهم! أي في قصّات الشعر و نوع الملابس والحركات
اننا في
زمان التخلي عن المبدأ واتباع الأهواء فمايحصل في زماننا هو عبادة للأهواء ،

الزمان صعب لكننا نؤمن بأن وقوفنا بمحضر الحجة امامٍ زماننا مكتوفي الأيدي مما لاشك فيه ان اصعب بداية هي ان نسال ما هو الشيء الذي يلفت نظرنا ويثيرنا
عندما ندرس شخصية فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ؟ ذالك
الشيء الذي يلفت الانتباه اكثر هي رسالتها للأجيال لان لكل زمان اماماً حجة على الخلق يبلغ ،
فمن الرسائل المتميزة التي صدرت عن الزهراء لنا
العمل المثمر المستمر

قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ

رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله )

فَاسْأَلِيهَا عَنِّي، أَنِّي مِنْ شِيعَتِكُمْ، أَمْ لَيْسَ
مِنْ شِيعَتِكُمْ؟
فَسَأَلَتْهَا، فَقَالَتْ: “قُولِي لَهُ إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ

بِمَا أَمَرْنَاكَ، وَ تَنْتَهِي عَمَّا زَجَرْنَاكَ عَنْهُ،
فَأَنْتَ مِنْ شِيعَتِنَا، وَ إِلَّا فَلَا”.
(بحار الأنوار )
فالحديث ينوه الى
الفرق الكبير بين مرتبة الشيعة والموالي المحب الكالفرق بين النجاح والتميز فالزهراء ارادت التميز فالذي يصل الى هذه المرتبة يشع منه الضياء لمن يبحث عن بر للامان الأمان الروحي ،الأمان النفسي وهو في تطبيق
منهجهم، ونكون شعاع نور يشق ظلام الجهل والتخلف، وأن نكون لهم دعاة صامتين ومصابيح دجى وبأن نكون أوعية علم، وأوعية العلم غير حملته، إذ ليس كل من حمل علما هو وعاء لهذا العلم فقد شبه القرآن اليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يعملوا بها كالحمار يحمل أسفارا، فما هي قيمة علم يحمله حمار على ظهره؟!
ويظهر في سلوكه قبل كلامه وتعامله لكي يكون مقنعاً لغيره..
إذن لابد من اقتران الإيمان بالعمل .
والشيعي المتابع لآل بيت الرحمة (عليهم السلام) ينبغي أن تكون كل حركاته وكل سكناته وكل ما لديه مطابقا ومنسجما لمبادئ آل البيت عليهم السلام واخلاقهم. بمعنى الإخلاص والتسليم لهم وفي هذا حديث لها
بينت فيه اروع صورة جمالية لصعود العمل
بأخلاص ونزول ثمرته طريق الخلاص والسعادة
ورد في مضمون الخبر عن مولاتنا فاطمة عليها السلام (من اصعد الى الله خالص عبادته اهبط الله اليه افضل مصلحته)
نفهم من هذه الكلمة القدسية لسيدة النساء ان العباد على اصناف :
صنف تكون عبادته من اجل المكاسب الدنيوية فلو حصل على شيء منها عبد الله والا انقطع عن العبادة.
وصنف تكون عبادته من اجل مكاسب ايضا ولكنها اخروية فهو يطلب بعبادته ثوابا من الله وهو شيء جيد الا انه ليس هو المطلوب.
والصنف الاخير هو من يعبد الله لا لشيء الا لحبه جل شانه واهليته للعبادة فيسعى لان يكون عمله خالصا لله تعالى فهو يطلب كل ما يقربه من ربه. لذا فهذا الصنف يفيض عليه الله افضل العطاء.
ففاطمة روحي فداها تقول من عبد الله واخلص العمل متقربا اليه اهبط الله عليه افضل المصالح في الدنيا والاخرة
فلنكن كفاطمة فعلاً وقولاً
صلى الله على السائرين المقتدين
والحمد لله رب العالمين
بقلم :: ام مصطفى الكعبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات