وسائل التواصل الإجتماعي ودور الشباب

 

قال تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}.[النحل آية 125]

تأخذنا هذه الأية المباركة إلى مدرسة التبليغ المحمدي ، للتعرف على سبل التبليغ الصحيح ؛ لنجد إنّ الآية الكريمة تخط مسار الطريق لكلِّ من يريد أن يدعو إلى سبيل ربه سبحانه وتعالى ، ويضع اسمه في سجل الدعاة المبلغين والناطقين باسم أهل البيت (عليهم السلام).

ولا يخفى على القاريء الكريم إن السبيل – وهو الطريق- يحتاج إلى وسيلة
وهذا ما أشارت له الاية المباركة
من سورة [المائدة :35] : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ”.
وهنا نسأل
ما هي الوسيلة التي يمكن أن نتخذها للولوج في مدرسة التبليغ المحمدي ؟

وللجواب نقول
بما أن الحسين عليه السلام
هو من أعظم الوسائل التي بالإمكان أن توصلنا والآخرين إلى مرضاة ألله سبحانه
وهذا ما نصت عليه الروايات التي وصفت الحسين (عليه السلام) بإنه الأوسع والأسرع من بين كلِّ سفن النجاة المحمدية فليكن الحسين وثورته على الباطل في كربلاء وسيلتنا في التبليغ والدعوة إلى الله .

فما أحوج شبابنا وهم يدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة والجدل ؛ للحسين( عليه السلام) و قضيته وثورته.
فعليهم أن يجعلوا هذه الآية المباركة نصب أعينهم .

خصوصاً في وسائل التواصل الإجتماعي على أختلافها المرئي، والمسموع ،والمكتوب ،
والتي جعلت من العالم قرية صغيرة يمكن من خلال دقائق نشر وإيصال فكرة معينة إلى أبعد نقطة في العالم.

وبما أن حديثنا عن دور الشباب في هذه الوسائل فكان لزاماً علينا بيان الصفات والمؤهلات التي يجب أن يمتلكها الشباب؛ ليتحلو و يعملوا بها ضمن مجال نشر الفكر والوعي الحسيني ، ويمكن بيانها من خلال أمورٍ هي :

اولاً: أخذ المعلومة من مصادرها الموثوقة، مبتعدين عن الأمور التي تثير الجدل و تفرق اكثر مما توحد.

ثانياً: التحلي بالمرونة والصبر في التعامل مع الآخر واستيعاب كافة الشخصيات على مختلف مستوياتهم العقلية والفكرية والعقائدية.

ثالثاً: ويمكن عدّها أهم نقطة على الشباب الأنتباه لها هي عدم الأستعجال والتسرع في حصاد ثمار عملهم الدعوي.
فأحيانا الداعي يبذل الكثير من الجهد في إيصال فكرة معينة تخص قضية الإمام الحسين (عليه السلآم) و يرى أن المقابل لا يتأثر
فعليه أن لا يستسلم او يغلب اليأس و الاحباط على نفسه ، فما كان لله ينمو وتزهر ثماره ولو بعد حين .

وأختم بقول للمعصوم (عليه السلام) :((كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم ))

فعلى الشباب أن يكونوا مصداقاً واضحاً لما يدعون الناس إليه
وأن لا تكون أفعالهم مخالفة لأقوالهم

وأن لا يستهينوا بما يحملون من قيمة كبيرة وعظيمة يدعون الناس إليها .
وأن لا يكونوا كالبعض الذي اتخذ أهل البيت (عليهم السلام) عنواناً لصفحاتهم وخلت منشوراتهم من أخلاق أهل البيت (عليهم السلام).

فيا أيها الشباب الطيب

الله الله بالحسين(عليه السلام)،وقضيته.

كونوا انصاراً له بمعنى الكلمة
خصوصاً وإن صوته (عليه السلام) ما زال يتردد في الآفاق

((هل من ناصر ينصرنا))

فكونوا دعاة ناصرين ، في زمن كثر فيه المنافقين

بقلم :: رغد الكرخي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات