(رماد الخيام )

خلف كواليس صحراء نينوى ، أشباه رجال قد اضرموا النار بتلك الخيام بعدما قتلوا الحسين (عليه السلام )، ظنوا أنهم خلفوا رماداً في صحرائها انتهى وتلاشى .
رماد تلك الخيام المحترقة تعلق بأطراف عباءة زينب المحملة بأسرار وحقائق، عباءتها المحمله بآهاتها ولوعتها وحرقتها على أخوتها وبني عمومتها وماجرى على صحابة أخيها الحسين عليه السلام.
وكلما دنت بعباءتها بخطوة كشفت عن حقائق لتهمس في كل آذان غطاها تراب تلك المعركة التي مازال دويها يهز المسامع .
أحرقوا الخيام وكأنما رماد الخيام أصبح امواجاً تروي كل ظامئ عن الحقيقة ويحمل بين طياته عظمة رجل وشجاعة آمرأة ووفاء الصاحب وجود فارس بَين معنى الاخوة و-و-و.
ليصل روي تلك الامواج على مر العصور .
الخيام تسئل :
لماذا قُتل الحسين (عليه السلام )؟؟
وعن ماذا كان يفتش في صحراء كربلاء؟؟

هل هنالك شيء ما ،كان الحسين( عليه السلام ) يدافع عنه!!
كأنما الخيام تسئل والرماد يجُيبها .

إن الحسين(عليه السلام) حارب من أجل المطالبة بقضية، وقضيته الدين .
حارب من أجل الله واستغاث بنا من أجل الله ، من أجل أداء الفرائض والمحافظة على حدود الله .
وكانت نداءاته : هل من ناصر ينصرنا؟ هل من مغيث يغيثنا .
الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لايتناهى عنه؟؟
وعندما وجد الحسين( عليه السلام )شكل الاسلام الفارغ من حقيقته وان السلطات تحكم بأسم الدين الخالي من أي التزام ديني وانتصار الباطل وأن طريق الحق قد طمس .
فكان لابد من ثورة وتضحية وطريق يُرش عليه دماء زاكيات ليتوهج مصباح الحق من جديد ويعود الناس الى جادة الطريق الصائب .

لم نكن بصحراء كربلاء ولم نرَ رماد خيامها لكننا سمعنا تلك الصرخة التي لاتزال تدوي في كل مكان .
لكن حرقة القلوب وجمرة المسافات تؤلم صاحبها لانه لم يكن قريبا مع الحسين(عليه السلام ) ليجيبه ؟
ولنتساءل كيف أكون قريباً من الحسين عليه السلام ؟
رويداً رويداً مازال رماد الخيام يتناثر ليكون لآلئ تنير ساريها.

فمن أراد أن يكون مع الحسين (عليه السلام ) وقريب منه : ليقم بعمل صالح ويقف الى جانب الحق ، يرفع حاجة مضطر . يحب الخير ويكره الشر ويقاوم الباطل وسيكون في الصف الذي فيه الحسين (عليه السلام ).
بعدها سوف تتألق رماد تلك الخيام وتنبت مبادئ وقيم كما تنبأت زينب سلام الله عليها بذلك عندما أصر الطغاة على طمس معالم قضية الحسين قالت بكل أطمئنان ( والله لا تمحو ذكرنا)
ام محمد حسين الاسدي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات