شهر الأحزان

 

شهرالمحرمِ: شهر العزاء والبُكاء والحزن على ريحانة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم )أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) الذي قُتل مظلوماً بطفِ كربلاء ظامئاً على شاطيء الفرات على يد شرّ خلق الله.
لا لذنب اجترحه ولا لشريعة غيرها ولا لحق اغتصبه فقط لانه رفض الذل والهوان…. من هنا يتضح لنا ان الحسينَ (عليه السلام) عَبرةٌ وعِبرةٌ
عَبرةٌ : لاننا نبكي مظلوميته هو وصحبه وعياله وفي بكائنا عليه نواسي امه الزهراء( عليها السلام) فننال بذلك رضا الله المقرون بشفاعته ، وعِبرةٌ :فهو من ابلغ الدروس في الجهاد في سبيل الله والحرية ورفض الذل و العبودية للشيطان وجنده
ففي شهر محرم لابد لنا من الاقتداء بنهج أمامنا وأستاذنا العظيم، الذي ضحى بكل غالي ونفيس وقدم القرابين العظيمة للوقوف بوجه الظلم والطغيان.. لننصت بأرواحنا إلى ما يريد أن يقوله لنا إمامنا الحسين، إنها دعوة سنوية موجهة للذين لايريدون علوا في الأرض، بل يريدون سمواً في جنان الخلد وخلودا في التاريخ على مر العصور إنها تذكرة للمؤمنين ليزدادو إيمانا ورسوخا ويقينا.
ليكن تعبدنا لله مطبقا عملياً في كل تحركنا، وفي كل تفكيرنا، مملؤ به ضمائرنا.. ماذا يفيد لو ذرفت عيوننا دموعا وامتلئت قلوبنا حزنا في شهرٍ أو شهرين!.. ثم بعدها نرميه خلف ظهورنا، متهافتين إلى ما يرضي رغباتنا؟!..
رسالة إمامنا الحسين، يجب أن تكون صوتا مدويا قويا في جميع شهور السنة، إنها رسالة عظيمة يجب فهمها.. والمسؤولون عن توصيل تلك الرسالة، كلنا انا وانت وكل محب لأمامه مسؤول بتوصيل تلك الرسالة إلى جميع طبقات المجتمع .. بأن مذهبنا وديننا هو أحسن دين، يجب أن يفهم العالم فلسفة عاشوراء بأنها ليس بكاء و لطم و دماء!.
إن الحسين -صلوات الله عليه- مثل أعلى، وهو رمز للمجاهدالابي، وهو ابن بنت رسول الله حيث مهبط الوحي.. و الحسين -صلوات الله عليه- رمز الإيمان، بل هو الإيمان نفسه. !..
لقد غرس الله تعالى محبّة الحسين في قلوب المؤمنين وقال الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال: “إن لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً” (كامل الزيارات:38).
محبّة الحسين غير محصورة على نطاق قلوب أهل الأرض، بل محبته حتّى عند أهل العرش. وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أحب أهل الأرض عند أهل السماء: “من أحبّ أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين عليه السلام” (المناقب لابن شهرآشوب 73:4).
الحسين عليه السلام وسيلتنا لكي نتحرك بأخلاق وقيم أهل البيت( عليهم السلام) فلتتحركي تمشي بين الناس على نهجهم وسيرتهم حتى تكوني كأنصار الإمام الحسين عليه السلام اعرفي قيمة ونعمة هذا الشهر الحسيني واجعلي كل ليلة من حياتكِ كأنها ليلة العاشر من المحرم تُحيينها بقراءة شيء بسيط عن سيرتهم،

إن في قلوب المحبين حرارة لا تنطفئ أبدا، أتمنى أن يكون محرم الحرام نقطة تحول في حياتنا جميعاً

اللهم توفنا على طريق الحسين صلوات الله عليه

بقلم /العلوية ام محمد الموسوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات