غدير الولاية 

 

من تلك الرمضاء الحارقة  حيث الرمال اللاهبة وشعاع الشمس الساطع،ومن ذلك الغدير المتلألئ، ومن وسط الجموع الغفيرة المترقبة لأمر السماء ، صدح صوت الحق واعتلى في الأفق :(الا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه)، بعد ان اتاه النداء من الاله العلي الاعلى (يا ايها الرسول بلغ  ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته..)، علت الاصوات بقبول الامر الالهي وطاعة رسول الرحمة. فازدانت السماوات ، وهللت الملائكة وكبرت معلنة عن الولاء فقد توج علي بن ابي طالب اميرا للامراء.

عن الرضا عليه السلام:ان يوم الغدير في السماء اشهر منه في الارض، ان لله تعالى في الفردوس الاعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب، في مائة الفة قبة من ياقوت احمر، وفيه مائة ألف خيمة من ياقوت اخضر، ترابه المسك والعنبر، وفيه اربعة انهار :نهر من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل، حواليه اشجار من جميع الفواكه عليها طيور ابدانها من لؤلؤ، واجنحتها من ياقوت، وتصوت بانواع الاصوات، اذا كان يوم الغدير ورد الى ذلك القصر اهل السماوات يسبحون الله تعالى ويقدسونه ويهللونه فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر،….. ) ‘1.

هو يوم عظيم عند الله تعالى وعند رسوله الكريم صلى الله عليه واله، حيث اكمل فيه الدين وتمت فيه النعمة؛ لانه عزوجل تحدث عن رسالة، لا عن منصب اداري للمسلمين فحسب، وهذه الرسالة لا يقوم بها ولا يؤديها الا رجل كانت بالنسبة اليه تلك الرسالة روحه وعقله وكل كيانه، فكان علي عليه السلام ذلك الرجل المؤهل لاداء هذه الرسالة لانه حمل الاسلام فكرا وروحا وعقلا. وبخلافة علي عليه السلام يحفظ خط الاسلام وامتداده وعمقه.

واقتفى الائمة الطاهرون نهج جدهم الرسول الاعظم في تعظيم هذا اليوم وكثرة الاهتمام به، كما روي عن فرات بن احنف عن الامام الصادق عليه السلام قال:قلت جعلت فداك، للمسلمين عيد افضل من الفطر والاضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال :فقال لي :نعم، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي اكمل الله فيه الدين، وانزل على  نبيه محمد (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) قال :قلت :واي يوم هو؟ قال :ان أنبياء بني إسرائيل كانوا اذا اراد أحدهم ان يعقد الوصية والامامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، وانه اليوم الذي نصب فيه رسول الله عليا للناس علما، وانزل فيه ما أنزل وكمل فيه الدين وتمت فيه النعمة على المؤمنين “2

نسأل الله أن يجعلنا من الممتثلين لأمر الرسول الاكرم بالثبات على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) …..

فما أسعدنا أن يقول بعضنا لبعض مهنئين بيوم الغدير ..الحمد الله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنيين .

…. … .  .  .  ..

1-شجرة طوبى ص245

2-الامام علي من المهد الى اللحد ص177

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات