♦️الامام الباقر ومواجهة العقائد المنحرفة

 

أوّل هاشمي یولد من التقاء نورین فاطمة بنت الحسن وعلي بن الحسین ذاك هو الإمام محمد ، الملقّب بباقر علم الاولین والآخرین..
بدأ الإمامُ طفولته في غِمارِ مأساةٍ لا نظیرَ لها في تأریخ المآسي ، فقد شاهدَ كلُّ ما مر بجدّهِ وأبیهِ من مواقفٍ وساعاتٍ صعبة ولحظاتٍ عسیرة ، ورأى فِرارَ عمّاتهِ في صحراء كربلاء ، فقد عاش جمیعَ الرّزایا والمصائب التي توالت على أهل بیتهِ من قِبل الحكام الطغاة الذین ازدحموا على الباطل وأتلفوا على الحرام ؛ وهكذا فقد أدرك الإمام (علیه السلام) منذ صغرهِ جرائمَ بني أمیّة وحقدهم على الدین.
واستمر الحكام الأمویین على نفس النّهج في بناء دولتهم فأختاروا أبشع أسالیب العنف من ظلمٍ وقتلٍ للأبریاء .
ولم يكتفوا بذلك فزادوا عليه بفتح المجال للبِدع والإتجاهات الضّالة والعقائد المنحرفة لتسود المجتمع حتى أصبحتْ تهدد العقیدة الإسلامیة في جوهرها ، وفي ظل هذا الجو المشحون بالجور والظلم والصراع العقائدي ، إنبرى الإمام الباقر (علیه السلام) للوقوف بوجه هذه التیارات المنحرفة ، یوعظ الناس مرة ویرشدهم على الطریق القویم ویصحح أفكارهم مرات ،
فشهد عهدهُ (علیه السلام) كثرة المناظرات والمحاججات ، وقد التفَ حوله الآلآف من طلبة العلم والحدیث
ومِن تلكَ المناظرات :
جاء عمرو بن عبید الى الإمام الباقر (عليه السلام) وأراد أن یمتحنهُ بالسؤال
فقال له : جُعلتُ فداكَ ما معنى قوله تعالى ” أولم یرَ الذین كفروا ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما ” الانبیاء /31
ما هذا الرتق والفتق ؟
فقال الإمام الباقر(علیه السلام):
كانت السماء رتقا لا تنزل القطر وكانت الارض فتقاً لا تخرج النبات.
فأنقطع عمرو ولم یجد اعتراضا(1)

ثم قال له : أخبرني عن قوله تعالى ” ومن یحلل علیه غضبي فقد هوى” طه/81
ما غضب االله؟
فقال الإمام : غضب الله عقابه یاعمرو مَن ظنّ إنّ الله یغیّره شيء فقد كفر ( 2).

وفي توحید الصدوق عن عبد االله بن سنان عن أبیه أنّه قال :
كنتُ في مجلسِ الإمام محمد الباقر (عليه السلام) فجاءه أحد الخوارج وقال له :
یا أبا جعفر أيُّ شيءٍ تعبد؟
قال له: أعبد الله
فقال :هل رأیته؟
فقال :لم تره العیون بمشاهدة العیان ولكن رأته القلوب بحقائق الإیمان لا یُعرف بالقیاس ولا یُدرك بالحواس ولا یشبه الناس ، موصوف بالآیات لایجور في حكم ذلك هو الله لا اله الا هو ،فخرج الرجل وهو یقول :
الله اعلم حیث یجعل رسالته(3).

والعدید من المناظرات التي أبهرَ الإمام بجوابهِ عقول الحاضرین.
ولذا كان لتفوقه (علیه السلام ) في مناظراته، وذيوع صیته العلمي، وسمو شخصیته، وإمتلاكه لقلوبِ النّاس وتأثّرهم به الأثر الكبیر في حقد الأمویین والتخطیط للتخلص منه.
فمضى إمامنا (علیه السلام) إلى جوار ربه بعد أن دُسَّ إلیه السّم، صابراً محتسباً بعد حیاة قضاها بنشر العلوم وأحكام الدین فسلامٌ علیه یوم ولد ویوم أُستشهد ویوم یُبعث حیّا
…. .. … …. .. . . . . . . … .. .
1-المنتخب من سیرة المعصومین ص263 2-نفس المصدر 3-سیرة الائمة الاثني عشر ج2ص203

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات