🔴الأحمق المطاع !

حينما تسود القيم الخاطئة والموازين، يسود في المجتمع الحمقى والسفهاء، ليكونوا هم القادة والرادة والكبراء، يؤمرون فيستجابون ، ويدعون فيلبون!

وهذا ما كان يحصل عادة في الاجواء العشائرية والقبلية، التي تجعل قيمة الانسان بقيمة ابائه واجداده، وبحسبه ونسبه، او بقيمة ما يقدم من خدمات ويوفر من امكانات لعشيرته وقومه، حتى ان الاخر يتعجب من هذه الطاعة المطلقة العمياء، التي لم تتوفر حتى للانبياء والمرسلين والاوصياء، والقادة العظماء الاذكياء!!

وهذا ما حصل، إن صحت الرواية، لرجل يدعى (عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ)، في عهد النبي الاكرم ص، فقد كان قومه رهن اشارة تصدر منه، وطوع كلمة تخرج من فمه، حتى ولو كانت الاشارة حمقاء والكلمة جوفاء.

يروى ان (عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ) قصد بيت النبي ص، فاقتحم الدار بغير استئذان، وكانت عنده احدى ازواجه، وهي عائشة

فقال له النبي ص: فَأَيْنَ الِاسْتِئْذَانُ ؟!

قَالَ عُيَيْنَةُ : مَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ مُضَرَ مُنْذُ أَدْرَكْتُ !!

ثُمَّ قَالَ: مَنْ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ إِلَى جَنْبِكَ ؟ّ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ

قَالَ عُيَيْنَةُ: أَفَلَا أَتْرُكُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ الْخَلْقِ وَتَتْرُكُ عَنْهَا

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ

فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ ص: هَذَا أَحْمَقُ مُطَاعٌ ، وَإِنَّهُ عَلَى مَا تَرَيْنَ سَيِّدُ قَوْمِهِ

المصدر: معاني ‏الأخبار للصدوق : 275 باسناده عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة, نقلا عنه :بحارالأنوار :22 : 238

ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
أمورٌ وإن عُدَّت صغاراً عظائمُ

ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى
عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ

( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ) !!

بقلم ::  السيد عبد السلام زين العابدين الموسوي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات