أمريكا الأقوى والأعدل لأنّنا …؟

خلف جدران اليأس مازالت تختبئ حسراتنا…
منذ الصغر، وحتى بعد ان شاب الرأس، وفي مخيّلتنا ترتسم أروع الصور لأمريكا.
الدولة العظمى ، فكلّ ما نعرفهْ ، هو أنّ أمريكا هي اقوى دولة في العالم بل وهي مثال للعدل والمساواة .
فحروبها التي خاضتها في البلاد في واقعها كانت بعنوان ( حماية حقوق الانسان أو المطالبة بها)، وما زاد الطين بلة إنّها اتخذت من تلك الحقوق حجة لتشن حروبها في الدول الأسلامية، وكانت الراعي الأول لتلك الدعوى.
وكأنّ الله (جل وعلا) قد نصّبها لذلك.
لكن شاء الله (سبحانه وتعالى ) أن يُظهر الحق ، ويُزهق الباطل.
وإليكم ما جرى …
فالدولة العظمى اليوم تقف عاجزة تماماً أمام فيروس لايُرى بالعين المجردة، والذي من ضعفهِ لايعيش على الاجسام الغير حيّة، والنتيجة كانت في الأحصائية التي بدأت تصرح بها ولا مجال لأخفاءها، فوصلت بالأصابات الى عدد تجاوز المليون وقد يصل لملايين.
عظمتها أمست وكأنها ستهوى إلى مكانٍ سحيق…
وتلك القوة التي صدّعت رؤسنا بها
باتت ضعيفة لا تقوى حتى على النهوض .
ثم يستمر مسلسل اظهار الحقائق التي بدأت تنهال علينا، وكأنها غيث أراد الله (سبحانه وتعالى ) أن يكشفه لنا ويسقي به عقولنا التي لوثتها أمريكا بتزييفها …
وها هي بعد الضعف، تظهر بلباس الظلم، الذي طالما كان شعارها، ولطالما اخفته أمريكا عنّا، بزيف الحرية وحقوق الإنسان !
أظهرت اليوم وجهها الحقيقي إلا وهو (الابيض والأسود ) العنصرية الحمقاء .
ظهر بفيديو جاب العالم عبر تصويره وانتشاره كانتشار الهشيم ، والذي كان سبباً في انتفاضة عارمة تجوب شوارعها، فحينما ظهرت عنصريتها بمقطع فيديو يظهر به شرطي أبيض وهو يقتل رجلاً ذو بشرة سوداء، من غير رحمة أو شفقه، ليسقط بهذا المقطع عدل امريكا المزور مع إنّها جريمة من الاف الجرائم التي تحدث داخل امريكا وخارجها ، كالتي حدثت باليمن ، والعراق .
فأعدل دولة: هي اليوم تسحق متظاهرين كان مطلبهم (كفى ظلماً) .
أمريكا أيتها الدولة العظمى
كم سفكتِ دماء ، وكم دمّرتِ بلدان .
لمَ أنتِ اليوم ضعيفة، وظالمة؟
أتراكِ قد بلغتِ من العمر عتيّا أم ماذا ؟!
يا راعية الحقوق والعدل والحرية
أين صنمكِ اليوم !
صنم الحريّة الذي خدعتِ به العقول ،
مع إن تأيخكِ الأسود الذي اخفيته عنّا قد دوّن عاركِ.
فالعنصرية موجودة في امريكا منذ بداية ظهورها فهي دولة قائمة على القتل والسبب هو لون البشرة، فلم يكن الدين هو السبب
حتى إنّ اصحاب البشرة البيضاء قد اسسوا منظمة (الكوكلس كلان )، وظيفتها حرق  السود وذبح أطفالهم ونسائهم، وبأبشع الطرق، ولسنين طويلة، وقد عانى ما عانا اصحاب البشرة السوداء من ذلك الظلم ، وما زالوا حتى فضحهم الله (سبحانه وتعالى) بمقطع فديو .

ترى كيف اصبحت اقوى دولة ؟!!!!والجواب جدا بسيط
لأننا ضعفنا عن مواجهتها بعد تشتتنا أصبحت هي الأقوى
ولأننا ظلمنا بعضنا البعض اصبحت هي الأعدل
واخيراً وليس آخراً
هناك سؤال انقدح في ذهني وأنا اسرد ألم تزييف الحقائق
كيف ضعفنا وقويت أمريكا ، وكيف ظلمنا وعدلت أمريكا ؟
الحقيقة هي سياسة
فرّق تسد
عندما تمكنت أمريكا من زرع بذور الصراع المذهبي ، وجعلتنا نحارب بعضنا البعض ،لتقف هي موقف المتفرج ، وتشير ألى ديننا بأستهزاء وسخرية ولم نقل كلمة (كلا)
عند ذلك تجمّلت أمريكا بصور العدل والقوة
ولكن .
اقولها بكل فخر
لسنا ضعفاء فان لدينا علماء جابهوا أمريكا وكل طاغوت وعلت اصواتهم
وخير شاهد هو:
السيد الشهيد الصدر (قدس سره).
عندما قال :
كلا كلا امريكا
سمعها الكثيرون ولكن للأسف صمّ الكثير آذانهم ، ووضعوا رؤوسهم بالأرض كالنعام ،وجهلها آخرون.

لقد كشف الله (سبحانه وتعالى ) الحقائق ، وعلينا وضع النقاط على الحروف
حتى نفهم
تُرى هل سنفهم ؟
هل نتعظ!
هل سنفرق يوما أن الأسلام فقط من يصون الحقوق للبشر؟!

#بقلم هدى الصافي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات