📝أمة إقرأ لاتقرأ

القراءة مهنة مقدسة ورسالة سماوية أرسى قواعدها( تعالى شأنه ) في كتابه الحكيم حيث نزلت أول كلمة على صدر رسولنا العظيم (ص)وهي كلمة (إقرأ) وأهل البيت( سلام الله عليهم) واصلوا هذه المهنة المقدسة حتى وصلت أوجّها في عصر الإمام الهمام جعفر بن محمد الصادق (ع)الذي شيد أول جامعة إسلامية وفي شتى حقول العلم والمعرفة (الكيمياء، الفيزياء، الطب، العقائد……)وغيرها من العلوم لا مجال لحصرها الآن حتى جاء في مضمون الرواية الشريفة ((لوددت أنّ السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا))، وهذا ماكانت عليه القراءة في سالف الزمان ومنذ عهد الرسول الكريم (ص)، ولكن سؤالنا اليوم أحبتي.
ماذا بشأن القراءة اليوم وفي عصر الإلكترونيات حيث وسائل التواصل الإجتماعي في شتى أرجاء العالم؟

كانت هناك مقولةً شائعة وهي ((مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ))وهل لازال العراق يقرأ؟ أقولها بحسرة! أين نحن من الكتاب؟ ، أين نحن من القراءة؟

لابد لنا وبهذه المناسبة التي جُعلت يوماً للقراءة العالمي اليوم الذي يصادف بعثة النبي الأكرم(ص) ان نركِّز على مظلومية الكتاب الذي مرَّ بانتكاسة شديدة في ظل الحداثة والتطور الإلكتروني الذي صار سبباً في جعل القراءة في يومنا هذا شبه معدومة وواجبنا نحن كمتعلمين على سبيل نجاة القيام بخطة شمولية لننهض بواقع القراءة لأنها بوابتنا نحو المستقبل ،القراءة هي ينبوع الفكر والوعي وخصوصاً عن طريق إستخدام الكتاب وإلا كانت قراءة سطحية وعابرة وغير ممنهجة، فأفٍ لأمة لم تجعل القراءة منهجاً لها لان القراءة حياة والحياةهي القراءة فعلينا ان نعيد للقراءة بريقها ولا نكتفي بالتطلع الى أمجاد ماضينا التليد ((لانه ليس الفتى من قال كان أبي وإنما الفتى من قال هذا أنا)) وأملنا معقود على أبنائنا أن يعيدوا مجد الرواد الأوائل وأن يكونوا شموعاً تحترق لتنير الطريق للأجيال القادمة، لنقرأ فعلاً ولا نجعل القراءة مجرد أمنية ونحن نعلم أن الأمنيات لا تتحقق إلا بالعمل، وعلينا ان لاندَّعي العلم والثقافة لمجرد أننا ولدنا على أرض المقدسات بل علينا ان نفيق من غفلتنا ونعيد مجدنا وعزنا، لنرتقِ سُلَّم القراءة للوصول الى عالم راق ٍ، لنكسر حدود الكسل ولا نجعل اليأس يُخيِّم علينا بل العكس هو الصحيح نحن في العراق بلد الحضارة والأمجاد بلد الأنبياء والأئمة الأطهار (ع) فإذا كنّا تراجعنا قليلاً فلا إشكال هذه سحابة صيف ستنقشع إن شاء الله على يد الأجيال المؤمنة الفتية تلك الأقمار الطالعة على الساحة العالمية سوف تبدد كل ظلام وسيعود كل شئٍ الى نصابه بإذن الله.
بقلم : ام محمد المنصوري .
مجمع المبلغات الرساليات فرع القرنة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات