✍ تاريخ انثى

أيتها الانثى .
مِن أين يبدأ تاريخكِ ؟
أردّتُ أن اجعل لكِ عيداً ، يحتفي به كل الناس ، فها أنا اقلب صفحات التاريخ
وتفاجأت بتاريخكِ المظلم
فوجدتُ ما يندى له الجبين ، فلقد قاسيت كثيراً .
فمرة وجدتكِ كمتاعٍ يباع ويشترى .
أيُّ حياة تلك التي كنتِ تعيشينها
ومرة يستورثك الابن الاكبر بعد موت زوجك لتكونين ملكه بعد أن كنتِ زوجة ابيه .
ومرة تكونين عاراً وحتى يتخلّص الرجل من عاركِ يدفنكِ وانتِ حيّة ، أما أن اردتِ ان تتوزجي فللزواج انواع لو تحدثتُ عنه لما وجدنا للطهارة مكان .
وها انا احاول ان ابحث
فقلتُ في قرارة نفسي لعل ما عانته الانثى كان عند جاهلية العرب
لنبحث في حضارات اخرى فوجدتُ الاقسى .
إذن
كيف لي ان اضع تاريخاً للانثى ؟
وأنّى لي أن ارفع الظلامة عنها ؟
وإذا بذكرى ولادة الطهر البتول (ع)
تحلُّ علينا وكأنها إعلان ببدأ تاريخ جديد للأُنثى
فها هي الزهراء (ع) تأتي لتزهر دنيا الرسول الاكرم (ص وآله ) لتكون بداية تحول في تاريخ الانثى
فبعد ان كانت متاع يباع ويشترى
هيّأها النبي (ص وآله) لتكون مشروعاً لبنتٍ صالحة وزوجة طائعة وأمّاً مربية وقائدةً فذّة
اجتمعت هذه المشاريع في ولادة الزهراء (ع) فاختارها الله لتكون سيدة نساء العالمين
وليس ذلك وحسب بل قَرن رضاه برضاها وغضبه بغضبها
تُرى أيُّ مكانة للانثى كانت بفضل فاطمة الزهراء (ع)
فهي نقطة التحول الحقيقي لكل انثى
فكان حقاً على كل ان انثى اذا ما سؤلت
متى يبدأ تاريخكِ؟
أن تجيب
يبدأ بيوم العشرين من جمادي الثانية
وان قال احدهم
ما السبب ؟
فالإجابة حتماً ستكون
لأنه ميلاد مَن حولت تاريخ الأنثى من تاريخٍ مظلم الى تاريخ تفخر به النساء من كل الاطياف والاجناس

فها انا اعلن تاريخي كأنثى
واعلن عن يوم عيدي الذي اعتز به
فانا كانثى
ميلادي الحقيقي هو نفس يوم ميلاد الزهراء (ع)
فانا منها ولها في كلِّ شيء
باخلاقي والتزامي وعفتي وعباءتي
لكنني اليوم وانا في القرن الواحد والعشرين
اعاني
فهناك مَن يراني متخلفة
وهناك مَن يريدني ان اتحرر
وهناك مَن يقول لا فرق بينكِ وبين الرجل فانتما متساويان في كلِّ شيء

عجيب أمر هؤلاء
ألا يفكرون بعقولهم
فإن كنتُ متخلفة لأنني اتبع مولاتي الزهراء (ع) فكيف لمتخلفة ان تغير تاريخ الانثى
ومَن يريدني ان اتحرر
اقول مَن قال أنني لا املك الحرية
فانا لدي كل الحرية لكن ارفض ان تكون حريتي اشبه بحرية البهائم
فحريتي جعلتُ لها ضوابط لا تخرجني من دائرة الانسانية
اما التساوي
نعم اقبل بالتساوي الفكري
لكن التساوي في كلِّ شيء
هذا ظلمٌ لي كأنثى
فلقد كلّف الله الرجال بتكاليف اقوى من النساء
ليس ظلما للنساء
وانما هو من باب الإرفاق بجسدها الضعيف وعفتها
فمَن يطلب مني ان اقوم بما يقوم به الرجل يرهقني ولا اقوى على ذلك
فهم يظلمون الانثى
وهذا الظلم الذي رضت به الكثيرات
ادى الى التفكك الاسري والانحلال الاخلاقي

يريدوننا ان ننسى إنّ رفعة المرأة ومكانتها
كانت بالدين
والزهراء (ع) خير مثال

دعوى التحرر والتساوي هو دعوى لنسيان تاريخ الانثى الحقيقي

ايّاكم ان تنسوا
يوم العشرين من جمادي الثانية

فهو تاريخ الانثى
احتفلوا به
اجعلوه عيداً للمرأة
ولا تقبلوا بغيره

هكذا نعيد للمرأة مكانتها
لا بما يدّعيه الاخرون

✍بقلم / وجدان الشوهاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات